سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الأدلة دامغة لتورط قطرغيرالأخلاقي في شؤون الآخرين!

آراء

السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لم تتحرك من فراغ، ولم تتخذ إجراءاتها ضد قطر بناء على شكوك أو مزاعم غير حقيقية، بل فعلت ذلك بعد أن طفح بها الكيل، وبعد أن تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك، وبناء على أدلة وبراهين وتسجيلات واعترافات أن قطر تتلاعب بأمن واستقرار الدول، وتسعى جاهدة لنشر الفوضى من خلال علاقاتها الوطيدة بالإرهابيين والمخربين، فهي تدعمهم بالمال والسلاح والأمور اللوجستية الأخرى، التي تسهل مهامهم في نشر العنف والقتل والدمار في أنحاء الوطن العربي الكبير!

أدلة وبراهين دامغة، وليست افتراءات، قدمتها دول المجلس قبل أن تبدأ إجراءاتها في مقاطعة قطر ووقف التعامل معها نهائياً، واجهت بها السلطات القطرية مراراً وتكراراً، إلا أن الإنكار والمراوغة كانا سمة أساسية لدى القيادة القطرية، التي مازالت مصرّة على انتهاج سياسة الإنكار رغم تكشف كل الحقائق، وظهور كل الألاعيب الخفية للعيان، واكتمال صورة الخبث والخيانة وغدر الشقيق لأشقائه، ما يبرر صحة وضرورة الإجراءات كافة التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر تجاه قطر، فللصبر حدود، وقطر تجاوزت حدود الصبر كافة!

التسجيلات التي ظهرت بين مستشار أمير قطر وهو يدعم بكل وضوح المعارضة البحرينية، دليل جديد على تلون السياسة القطرية وخبثها، إنه عمل سيّئ للغاية، وتدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة، وغدر وخيانة لكل معاني الجيرة والأخوة ووحدة الدم والأصل، إنها طعنة جديدة من طعنات خنجر قطر المسموم في جسد مجلس التعاون الخليجي، طعنة تضاف إلى كثير من الطعنات السرية التي توجهها القيادة القطرية السابقة واللاحقة منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد أن تحكم تنظيم الإخوان المسلمين في جميع مفاصل الحكم والحياة في الدوحة، واستطاع بكل أسف أن يسلخها من محيطها الخليجي ويحولها إلى دولة مارقة تنشر الشر، وتعشق الدسائس، وتنفث السموم أينما استطاعت دون حدود!

التسجيلات الجديدة صادمة حقاً، لكنها لن تكون بمستوى صدمة تسريبات مكالمة أمير قطر السابق، وصاحب القرار الحالي، حمد بن خليفة، عندما تآمر بشكل واضح ضد السعودية، واعترف بدعمه للمعارضة السعودية في حديثه الشهير مع القذافي، ولن تكون أيضاً بمستوى صدمة تآمر حمد بن جاسم الذي يحمل كرهاً شديداً لدول المجلس، وله تسجيلات صادمة بهذا الشأن، ولكن المؤسف في الأمر أن الحكومة القطرية الحالية ومع عدم إنكارها للتسجيلات السابقة لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم، فإنها كانت تدعي أن تلك التسريبات هي جزء من الماضي الذي لا يجب محاسبتها عليه، فإذ بدول المجلس تُفاجأ بأن العهد الحالي لا يختلف، بل هو أسوأ من العهد السابق، ويسير في طريق المؤامرات والدسائس نفسه، ويصرف المليارات لدعم وتمويل الإرهابيين وزعزعة أمن واستقرار الجيران، لذا فإن رصيد صدقية القيادة القطرية لدى دول مجلس التعاون لا يتعدى الصفر!

الأدلة التي تملكها الدول المقاطعة لقطر دامغة على تورط قطري غير أخلاقي في أماكن كثيرة، فهذه الدول دول كبيرة بمكانتها وسمعتها وسياساتها المتزنة، ولا تتخذ قراراتها بناء على شكوك أو مزاعم، ولم تصل إلى قناعة راسخة بضرورة اجتثاث الشر القطري إلا بعد أن تأكدت بشكل كامل أنه لن يزول بالطرق التقليدية، وأيقنت أن قطر ماضية في سياساتها الغامضة المزدوجة، وشعرت بالضرر المباشر على أمنها وأمن شعوبها من التحركات القطرية المشبوهة والموجهة بشكل مباشر ضدها، لذا فلا مجال للحل، ولا مجال للرجوع إلى الخلف، وانتهى عصر المجاملات، ولا يوجد سوى حل واحد فقط هو تراجع قطر عن سياساتها الغريبة، ووقف تمويلها للإرهاب واحتضانها للإرهابيين، في ما عدا ذلك فلا يوجد ما يستحق النقاش عليه!

المصدر: الإمارات اليوم