الحصة السابعة

آراء

منذ زمن، لم نجتمع على وجبة الغداء، اكتشفت أن المرحلة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية.. هي التي كانت تجمعنا ببناتنا وأبنائنا.

وأذكر أن ابنتي (لميس) أطلقت على وجبة الغداء هذه اسم (الحصة السابعة) التي لا بد من تواجد الجميع بلا استثناء.

حين خرج الجميع إلى الجامعة.. لم نجتمع في الحصة السابعة، لاختلاف المواقيت، لكن ظل البيت هو الرمز والملاذ الذي يمكن الابتعاد عنه لبرهة، لكنه لا يُجرأ على هجره أو الابتعاد عنه.

لكن ذلك بدا كمؤشر جديد، حيث بدأ الابتعاد يأخذ مساراً جديداً، وطال الابتعاد عن البيت وتسارع الخروج منه.

كان الألم ينتشر قليلاً قليلاً، يمنحني أنا وسيدة البيت شعوراً بالوحدة.

بعد عمر موغل في كل شيء، بدأت تجابهنا مشاكل مع الأشجار.. تلك التي أحببناها، بل أطلقنا أسماء البنات والأبناء عليها.

لكن الأشجار بدأت بالإيذاء، معقول؟ نعم!

قررنا أن نجتمع، ولأول مرة منذ فترة بعيدة ونعيد (الحصة السابعة).

لكن هذه الوهلة كانت ضد الأشجار.

الكثير من الحاضرين، غالبهم الدمع، قلت لهم: أنا ضد اغتيال الأشجار، لكن الأشجار ستهدم البيت الذي بنيناه!

المصدر: الرياض