حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

«تكدس» جامعي..

آراء

الإمارات ذهبت إلى المستقبل في التعليم، وفي رؤيتها أن الاستعداد للقادم لابدّ أن يرافقه تخطيط يتوجه إلى العلوم والابتكار، وقد بتنا نحتاج إلى علماء إماراتيين، يُديرون دفة المشروعات الوطنية الكبرى، تحديداً في برامج الفضاء، والتكنولوجيا الذكية، التي غيّرت مفهوم السرعة، فتكيفنا معها بتسارع قوي ومدروس.

كذلك، فإن شواهد التطور واضحة في جذب الجامعات العالمية إلى المناخ الأكاديمي في الإمارات، وإنشاء مزيد من المعاهد العلمية المتقدمة، ما يعني أن التعليم يتصدر أولويات الدولة، وتُوليه القيادة جهداً واهتماماً ومتابعةً، وأسست له «مجلس التعليم والموارد البشرية» تأكيداً على أهمية تنظيمه، وضرورته لأي عملية تنموية طموحة في بلادنا.

ولأننا اخترنا التعليم النوعي الذي يُنتج المبتكرين والعلماء والخبراء، فمن المهم أن ندرس احتياجاتنا الأساسية، ثم الفرص في السوق الأكاديمية لدينا، ومن حولنا، لنصل إلى الرقم الدقيق في عدد الجامعات المفتوحة في الإمارات، خصوصاً أن لدينا «الإمارات» و«السوربون أبوظبي» و«نيويورك أبوظبي» و«الأميركيتين» في دبي والشارقة، و«خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث»، وهذه مجرد أمثلة عن عشرات الجامعات العالمية والمحلية المرموقة.

لأننا كذلك، فالواجب أن نسأل عن مدى حاجتنا إلى 170 جامعة في الإمارات، 100 منها في المناطق الحرة، وما هي خططها الدراسية، وهل يمكن دمج كثير منها في كيانات أكاديمية كبيرة، وماذا عن برامجها وتخصصاتها في ما يخصّ وظائف المستقبل؛ أحد أبرز التحديات في سوق العمل حول العالم؟

الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أقرّ في فبراير الماضي بوجود «تكدّس في مؤسسات التعليم العالي»، ولاحظ أنّ «عدد الجامعات في الدولة حالياً مقارنةً بعدد الطلبة يعتبر عالياً جداً»، وهذا يعني التفكير في حلول مباشرة، مع رفع مستوى الشروط والمتطلبات لترخيص أي جامعة جديدة، فقد تغيّرت الاحتياجات، وبتنا نبحث عن تخصصات جديدة، يتطلبها المستقبل، ولا خيار إلا الجاهزية التامة.

نثق بـ«مجلس التعليم والموارد البشرية»، وبالعقول والخبرات التي تدير القطاع الأكاديمي في الدولة، فنحن نواصل الصعود على معايير التنافسية الدولية ومؤشراتها، والتعليم ثقل أساسي وراء ذلك، وأي جهد تنظيمي تجاه حلّ ذلك «التكدّس» الجامعي، ستكون له مفاعيله الإيجابية على ما نسعى إليه من تعليم يُنادد الدول الكبرى نظاماً ومساراً ومخرجات.. وإننا لقادرون.

المصدر: الاتحاد