سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

توفير الجهد والمال هما المعيار

آراء

لا نختلف على أهمية إقامة معرض لإبراز إنجازات الدوائر الحكومية، وعرض خدماتها الذكية، والمتطورة جداً، على الجمهور والمتعاملين، ولا خلاف على المستوى الراقي والمتقدم الذي وصلت إليه معظم دوائرنا المحلية، ولا توجد خلافات «شخصية» حول الموقف من معرض الإنجازات الحكومية، الذي اختتم أعماله، أمس، هي وجهات نظر مختلفة حول تقديم الأفضل، لما فيه المصلحة العامة، لذا فمن الطبيعي جداً الاستماع لجميع الآراء، مادام الخلاف صحياً ونزيهاً.

عرضت، أمس، وجهة نظر كثير من مسؤولي الدوائر المحلية حول المعرض، والتي تمحورت حول شعورهم بعدم جدوى المشاركة، نظراً لتشابه المعرض مع معارض أخرى يشاركون فيها بالخدمات نفسها، وتقام في فترات زمنية متقاربة، ما يترتب عليه إرهاق، وازدواجية، وتكلفة مالية، وجهد مشتت.

هذه هي نقطة الخلاف الجوهرية، وبما أن الأمانة تستدعي نقل وجهة النظر الأخرى، أعرض اليوم رأي الأخ أحمد نصيرات، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الذي تلقيت اتصاله أمس، للرد على ملاحظات الدوائر الحكومية حول معرض الإنجازات.بداية يرى نصيرات أن هذا المعرض ناجح جداً، من حيث تحوله إلى حدث عالمي لا يشمل فقط الدوائر المحلية، حيث بلغت نسبة المشاركة من خارج الدولة هذا العام 37%، وبلغت نسبة مشاركة الوزارات الاتحادية 8%، كما وُقعت سبعة اتفاقات للتعاون محلياً ودولياً، وعُقدت 17 ورشة عمل متخصصة.

الأهم من ذلك، أن نصيرات يُقرُّ بوجود معارض أخرى شبيهة مثل «جيتكس»، لكنه لا يرى ضرورة لمشاركة الدوائر المحلية فيها، ويقول: «من الذي أجبرهم على المشاركة في (جيتكس)؟ متسائلاً: ما علاقة الدوائر الحكومية بـ(جيتكس)؟ إنه معرض تجاري خاص بالشركات المُصّنعة والمُصدّرة للتقنية، فهل الدوائر الحكومية مصدرة للتقنية؟! لماذا تطغى المشاركة الحكومية في (جيتكس)على الشركات التجارية، في حين أنه من غير الملائم أن تتصدر هي المشهد، ويُفترض أن يقتصر دورها على زيارة المعرض فقط لا أكثر، هو معرض مختلف، وزوّاره مختلفون، دعوا ما للحكومة للحكومة، وما للقطاع الخاص للقطاع الخاص!».

ويطالب نصيرات الدوائر المحلية بالتركيز على المشاركة في معرض واحد هو الإنجازات الحكومية وبرنامج واحد، وعدم تشتيت الجهود في المشاركة في معارض وبرامج مختلفة داخل الدولة وخارجها، رافضاً إطلاق وصف «هدر المال العام» على مشاركة الدوائر في هذا المعرض، «بل إن الهدر هو في تعدد المشاركات في جوائز وبرامج مختلفة، خارج الدولة دون فائدة حقيقية»، كما يقول.

وأخيراً، فإنه يأمل أن يتحول معرض دبي للإنجازات الحكومية إلى معرضٍ لحكومات العالم في دبي، ولا يرى وجود أي مانع في تنظيمه تحت مظلة القمة الحكومية وبالتزامن معها.

خلاصة القول بعد استعراض وجهتي النظر، إن توفير الجهد، والمال، والاستفادة المثلى من الميزانيات، وتقليل الضغط على الموظفين، من خلال تقليل المشاركات المتتالية التي تعيقهم عن أداء مهامهم الأصلية في دوائرهم، ومنع الازدواجية، والتركيز على عمليات تطوير الخدمات، هو الأهم، وهو معيار الحكم في هذا الجدل، وأين نجد ذلك فهو الحل، بغض النظر عن أي تجاذبات أخرى، وعن أي معرض يمكننا تنظيمه والمشاركة فيه!

المصدر: صحيفة الإمارات اليوم