حل سياسي في سوريا؟!

آراء

في مقابلته مع “سكاي نيوز عربية” قبل أمس، يصر الأخضر الإبراهيمي على أن أياً من الفريقين، النظام والمعارضة، لن يحقق انتصاراً عسكرياً في سوريا. قال إن الحل لابد أن يكون سياسياً. وبودي أن أسأله: ماذا تعني بالحل السياسي؟

ثمة حقائق على الأرض لعل الإبراهيمي بحاجة لقراءتها: الأسد متمسك بالسلطة من قناعة أنها ملك لآل الأسد. ولو طرحت فكرة الانتخابات لصنع بشار ألف حيلة للفوز بها. ولهذا تسابقت أبواق النظام على الترحيب بفكرة الإبراهيمي والترويج لها. في المقابل، كل من ثار ضد النظام يعرف أن نهايته تأتي في لحظة القبول بالحل السياسي. ستستعيد قوات الأسد بعض قوتها وستبدأ في تصفية الحساب مع كل من احتج ضد نظام الأسد. وما زال الثوار يناشدون العالم بتزويدهم بالسلاح النوعي وهم -عندها- واثقون من النصر. فما زالت طائرات النظام الحربية تقصفهم وتبيد قراهم.

قالتها المعارضة وقيادات الجيش الحر: ساعدونا على الحصول على أسلحة نوعية خاصة مضادات الطائرات الحربية وستعرفون حينها من يستطيع حسم المعركة. جيش الأسد متهالك. ولولا دعم إيران وروسيا لانهارت قواه في أيام. لا حل سياسياً سينهي الأزمة في سوريا. صار الوقت الآن متأخراً جداً لأي حل سياسي حتى وإن ضمن نهاية حكم الأسد. فبعد جرائم النظام وشبيحته التي راح ضحيتها ما يقرب من أربعين ألف سوري، ناهيك عن عشرات الآلاف ممن لا يعرف مصيرهم، وبعد هذا الدمار المخيف في سوريا، نبقى أمام خيار واحد فقط: دعم الجيش الحر وإمداده بسلاح نوعي يواجه طائرات الأسد الحربية.

وبعدها فليتحدث الإبراهيمي كما شاء في كل أشكال “الحل السياسي” الذي لن يقود لأي حل!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٥٢) صفحة (٢٤) بتاريخ (٢٠-١١-٢٠١٢)