متى ينتهي الاحتلال الإيراني؟

آراء

ينادي بعض الناشطين في الإمارات والخليج بحملة منظمة ومستمرة للمطالبة باستعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران. في ظني أن الحملة يجب ألا تتوقف. توقيتها مهم خصوصاً ونحن نتوجس من “لعبة” دولية في المنطقة. من المهم ألا يعتقد أحد أن دول الخليج ستسمح أن تكون الجزر الثلاث كبش الفداء في أي تسوية قادمة. السكوت عن الجزر المحتلة ليس من شأنه فقط زيادة التمادي الإيراني في نظرته الفوقية لدول وأهل الخليج ولكنه أيضا -مع الوقت- قد يقلل من أهمية القضية عند الناشئة في الخليج. إيران تتعمد كثيراً تصعيد التوتر في المنطقة مستغلة الطائفية كورقة للمساومة أو الابتزاز. لم يعد المنطق مجديا في نظرتنا لمواقف إيران من دول الخليج خصوصاً وقد نجحت في استغلال الفراغ السياسي في العراق لصالحها. هي اليوم تشعر بقلق كبير إزاء قرب نهاية حليفها السوري. ومع زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية ستفتعل أكثر من مشكلة في المنطقة من أجل الخروج من مآزقها الداخلية والخارجية.

أما الحكمة والصبر اللذان تعاملت بهما السياسة الإماراتية مع عنجهية الإيرانيين في قضية الجزر فلم يعدا صالحين مع نظام يشعل فتيل الفتنة في كل أرض عربية يجد فيها موطأ فتنة. أنت تتعامل بالعقل والمنطق حينما يكون خصمك ممن يؤمن بالعقل والمنطق في خصومته. لكن الراصد لسلوك إيران في السنوات الأخيرة سيلحظ أن الضغط الدولي يربك سياساتها ويشعر نظامها السياسي بالخطر من “انفجار” داخلي يخلص الشباب الإيراني من قبضة الحرس الثوري ومن حماقات أحمدي نجاد ومن خلفه. لقد نجحت السياسة الخليجية مؤخراً في قيادة دفة التأثير الفاعل على مسار الأحداث في منطقتنا. ما الذي يمنع أن تكون استعادة الجزر الإماراتية الثلاث في صميم العمل السياسي الخليجي القادم؟