مدارك وكتّاب!

آراء

أعترف بداية أن شهادتي في «مدارك» و«كُتّاب» مجروحة. فمدارك هي ناشر كتابي «الشارع يا فخامة الرئيس». أما «كُتّاب» فقد شهدت ولادتها، خطوة خطوة، منذ المشوار الأول للصديق جمال الشحي لاستخراج التصاريح اللازمة لإنشاء دار نشر في دبي. نجح الصديق تركي الدخيل، بذكائه الصحفي وعلاقاته الواسعة، وفي وقت قصير، في إنشاء دار نشر سعودية تنافس، بجدارة، دور النشر العربية العريقة.

تلعب «مدارك» اليوم دوراً مهماً في انتشار وتسويق الكتاب السعودي والخليجي في أسواق كانت عصية علينا، في بيروت والقاهرة وبغداد. في معرض الكتاب الذي للتو اختتم أنشطته في الشارقة، كانت «مدارك» و«كتّاب» من أبرز دور النشر ذات الحضور الكثيف، تزاحم الناس على شراء إصدارات «مدارك». وتزاحموا أمام «كتّاب» لاكتشاف أسماء جديدة في عالم النشر لكتّاب إماراتيين جدد نجح جمال الشحي في استقطابهم وتشجيعهم على النشر.

يعجبني في الصديقين تركي وجمال مبادراتهما الذكية في التواصل مع الكتّاب الشباب وتشجيعهم على الكتابة والنشر. فكم من كاتب ربما لم يدرك «الموهبة» الكامنة بداخله حتى يأتي من يحفزه على اكتشافها. وكم من قصة تستحق أن تروى ثم تضيع لأنها لم تجد «المنبر» الذي يظهرها ويبرزها. ومهما كان مستوى المحتوى، فالزمن كفيل بفرز الجيد من الرديء. لكنها مرحلة مهمة للتأسيس لثقافة تحتفي بالكتاب وتشجع على انتشاره وتسويقه. ولو لم يبرز من عشرات الكتب التي تصدرهما «مدارك» و«كتّاب» سوى كتاب أو اثنين لكانتا جديرتين بالتقدير والثناء.

أعرف أن ثمة دور نشر ناشئة جديدة تستحق الإشادة. لكن هذا الحضور المبهر لداري الزميلين جمال الشحي وتركي الدخيل خلال معرض الكتاب في الشارقة كان المحفز على كتابة هذه الشهادة العاجلة.. وهي، كما أسلفت، شهادة مجروحة في حق صديقين لهما عندي تقدير ومحبة.

المصدر: صحيفة الشرق المطبوعة