آراء

آراء

ليتني أشبهك يا روسّو

السبت ١٤ يناير ٢٠١٢

في تاريخ الأدب الإنساني، لا تكاد تخلو حقبة زمنية من صراعات بين الفلاسفة والأدباء الذين عاشوا فيها. وفي تاريخنا العربي، خصوصاً في النصف الأول من القرن العشرين، امتلأت الساحة المصرية، التي كانت آنذاك البوابة الكبرى للثقافة العربية، بعشرات المعارك والمشاحنات التي دارت بين أعلام الأدب العربي، وكان أكثر أولئك الأعلام شغباً هما عباس العقاد وطه حسين، اللذان كانا شديدي النقد، لا تفوتهما قصيدة أو مقال أو قصة دون أن ينتقداها نقداً أدبياً لاذعاً. وكانت خصومة العقّاد لأحمد شوقي هي الأكثر بروزاً، حيث ذكر بعض الباحثين أن العقاد كان يغار من شوقي، لا لكونه من الطبقة الأرستقراطية، ولكن لكونه أكثر بلاغة منه. ولستُ هنا في معرض المقارنة بين الرجلين، فلقد أشبع النقّاد هذا الموضوع بحثاً وتفصيلاً، ولكنني توقفتُ عند حادثة جرت بعد وفاة شوقي بعشرين عاماً، ذكرها أنيس منصور، عندما هاجم العقاد شوقي في محاضرة بالجامعة الأمريكية، ولما سُئِل عن ذلك قال: «إنني أحسن حالاً من الذين يُدافعون عن شوقي، هم يرونه قد مات، وأنا أراه حيّاً». فوجدتُ في هذه الكلمات كثيراً من التبجيل لشوقي، واعترافٌ «فلسفي» غير مباشر بمكانته الأدبية. وعلى الرغم من أن سجالات أدباء تلك المرحلة لم تخلُ من بعض الشتائم، إلا أن الحصيلة النهائية كانت كتابات عظيمة لأدباء عِظام، علّمونا في اختلافهم أكثر مما علمونا في اتفاقهم.إن…

آراء

بشار الأسد وعشيرته!

الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢

يا سبحان الله! كأن الطغاة لا يتعظون أبداً بنهايات أقرانهم على مر التاريخ! حينما شاهدت المظاهرة التي نظمتها أجهزة الأمن السورية قبل يومين، تأييداً للرئيس بشار الأسد، رأيت نهاية القذافي تكرر نفسها في ساحة الأمويين! ألم ترتب أجهزة القذافي الأمنية مظاهرات “شعبية” لدعم القذافي، حتى قبل أيام من هروبه من طرابلس؟ المأساة في سورية أن بشار وزمرته صدقوا أن تخويف السوريين بالتعذيب والموت سيحمي “عرش” آل الأسد إلى الأبد! تناقلت منظمات حقوق الإنسان العالمية أن قرابة ستة آلاف مواطن سوري قتلوا خلال الأشهر العشرة الماضية على أيدي النظام السوري وزبانيته. لكن العارفين بخبايا النظام “الطائفي” في دمشق يتحدثون عن أضعاف تلك الأرقام عدا الآلاف في السجون ومراكز التعذيب. ونظام أدمن الكذب حتى بات -هو نفسه- يصدق أكاذيبه لن يتوانى عن القتل والتعذيب، بكل أشكال الهمجية والانتقام، طالما ظهر صوت سوري يطالب بحريته. بشار الأسد، مثل كل متغطرس سبقه، لا يمكنه تصديق أن الشعب فعلاً يريد الإصلاح، ناهيك عن المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس. ولا يمكنه إدراك حقيقة أن الشعب السوري قد حسم أمره وقرر الخروج من مقبرة آل الأسد والدخول إلى العصر. هل إدمان الاستبداد يعمي البصيرة إلى ذات الدرجة التي وصل لها بشار ورفاقه؟ لو بدأت الثورات العربية الراهنة في سورية لربما فهمنا حالة الإنكار التي يعيشها اليوم نظام…

آراء

مدير جامعة الملك خالد: صح النوم!

الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢

رسائل كثيرة وصلتني تحثني على الكتابة عن جامعة الملك خالد بأبها. واحدة منها يسأل صاحبها عن مدير الجامعة: هل ما زال على رأس العمل؟ يقول: «هل تصدق أنني سأتخرج ولا أعلم إن كان مدير الجامعة حياً أم ميتاً». الذي أعرفه أن الرجل حي يرزق ونتمنى له طيلة عمر مصحوبة بالخير والصحة الجيدة. لكن السؤال المهم هو عن أحوال الجامعة وظروفها وهي من أقدم الجامعات الحديثة. أم أننا انشغلنا عن جامعة الملك خالد وأخواتها في جيزان ونجران وحايل وغيرها، بجدالنا الطويل حول جامعة الملك سعود وحضور مديرها الطاغي في مشهد الجدل السعودي؟ جامعة مثل جامعة الملك خالد مناط بها مسؤوليات «تنموية» مهمة خاصة أنها «الجامعة الأم» في الجنوب. كنا ننتظر من هذه الجامعة أدواراً مهمة تبحث في أسباب تأخر مشروعات التنمية في منطقتها وقضايا مجتمعها على أصعدة الاقتصاد والتعليم والثقافة. المنتظر من جامعات ما يسمى بــ»الأطراف» أن تسهم بكل ما يمكنها في الدفع بالتنمية لما يجعل من تلك «الأطراف» مراكز متميزة فيما تتميز به المدن والقرى حولها. أعرف جيداً أنه من غير العدل أن نتوقع من تلك الجامعات أكبر من إمكاناتها لكننا نفترض في قيادات تلك الجامعات ألا تستسلم لضعف ميزانياتها – مقارنة بالجامعات الأقدم – وألا تخضع للعقبات التي تحيط بها. دور تلك الجامعات تنموي وتنويري وهي حقاً معنية بلعب…

آراء

في عثرات الخطباء

الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢

للخطابة في اللغة العربية مكانة كبيرة، وقد أخذ الخطباء ببلاغتهم وفصاحتهم مكانة كبيرة في التاريخ، فكان قس بن ساعدة الإيادي ممن يلقون الخطب على الناس في سوق عكاظ في الجاهلية، ويحكى أنه أول من قال في مطلع الخطبة "أما بعد" وأول من كتب "من فلان إلى فلان".. وبعده صارت استهلالاته ديباجةً دأب عليها العرب. ولدى الغرب يظهر خطيب الثورة الفرنسية الكاتب والسياسي الكونت دي ميرابو (1749 - 1791). وميرابو الذي أشعل الثورة بخطبه النارية البليغة، بذل جهدا خارقا ليتخلص من مشكلته في نطق بعض الحروف، وأخضع نفسه لتدريب متواصل على شاطئ البحر حيث كان ينفرد بنفسه ليلا ويلقي الخطب بصوت عال حتى الصباح واضعا حصاة تحت طرف لسانه ليصلح مخارج الحروف، فتمكن من تجاوز أخطاء النطق في خطبه الثورية الأولى ولم يعد يتلعثم عند مواجهة الجماهير الغفيرة. ويروى أيضا أن خطيب أثينا ديموستين كان ثقيل النطق، ومثله الزعيم البريطاني ونستون تشرشل في القرن العشرين، لكنهما بالإصرار تخلصا من عيوب النطق وأصبحا من أهم الخطباء. في زمن قس بن ساعدة وميرابو وديموستبن وتشرشل لم يكن هناك فضائيات ولا وسائل إعلام جديد.. تطورت الخطابة وتطورت وسائل الإعلام، لم يعد هناك خطباء متخصصون، بل صار القادة هم من يخطبون على شعوبهم، وصار على الخطيب أن يوجز ويكون معبرا بكلمات قليلة عن معانٍ كبيرة.…

آراء

الكتابة الجديدة

الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢

هل أسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في إثراء الساحة بنصوص أدبية جديدة لجيل جديد من الكتَّاب الشباب في العالم العربي، نصوص فيها فكر وفلسفة وحكمة؟ ما ألاحظه مؤخراً أن قنوات مثل: المدونات، وتويتر، والفيسبوك حفّزت أقلاماً شابة على الكتابة الإبداعية، وجعلت من بعضهم “نجوماً” لجيلهم في الكتابة الجديدة. منظومة الإعلام الجديد أتاحت لشباب المنطقة منابر جديدة للكتابة من دون رقيب أو “حارس بوابة” يقرر ما يجوز للنشر وما لا يجوز! مرحلة الرقيب ستندثر إلى الأبد قريباً. ثقافة النشر ـ بكل أشكالها ـ التقليدية تعيش اليوم مرحلتها الأخيرة. نحن اليوم في “سوق مفتوحة” للأفكار والحوارات والجدالات والكتابة. وهكذا يمكن أن يلفت انتباهك نص فيه إبداع وعمق وحكمة لكاتب ربما لم تقرأ اسمه من قبل. وقد تفاجأ بأن هذا النص أصبح متداولاً عبر شبكات التواصل أكثر من نصوص كثيرة لــ”أساتذة” المرحلة التقليدية. هل كتبت “أساتذة”؟، في عصر الكتابة الجديد تنتفي فكرة “الأستاذية”. لست بحاجة لمَنْ يجيز ما تكتب أو يفتح لك أبواب النشر. أنت وما تكتبه. وجمهورك اليوم لم يعد بحاجة لوسيط بينك وبينه. ولم يعد بحاجة لمَنْ يعطي النص الجديد “صك الإجازة”، فيدخل كاتب جنة الإبداع ويخرج آخر إلى “نار” الإهمال والصعلكة من أجل إثبات المقدرة الإبداعية. في جولتي اليومية في شبكات التواصل الاجتماعي، أتجول في حدائق مزهرة بكل ألوان الربيع الكتابي:…

آراء

النهضة والسؤال

الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢

العقل الكسول يميل عادة للإجابات الجاهزة. صاحبه لا يملك همة التفكير المستقل. ولا قراءة الأحداث لفهمها. هي مسألة سهلة وسريعة وغير مكلفة أن تقدم له الإجابة جاهزة. نحن في عصر السرعة. لا وقت لدينا للتفكير. "لا تفكر… نحن نفكر عنك"! نحن لا نعيش عصر الوجبة السريعة فحسب لكنّ قطاعاً واسعاً منا يعيش عصر الفكرة السريعة. اللحظة السريعة. لماذا نشغل أنفسنا ونضيّع وقتنا في قراءة كتب التاريخ والفلسفة؟ نستطيع أن نصل للإجابات الكبرى والصغرى ونحن مستلقون على كنباتنا وأمام التلفزيون. كل ما عليك أن تفعله أن تسلم عقلك وقلبك للإجابات السريعة والجاهزة والمكررة. وشخص ما، أمامك في الشاشة التي تقابلك، ينوب عنك في التفكير وفي السؤال وفي الإجابة. الإجابات العظيمة تأتي بها الأسئلة العظيمة. والإيمان العميق يأتي بعد الأسئلة العميقة. في السؤال شك. وفي الشك بحث عن إجابات. هكذا تنشأ الأفكار الكبرى. إنها تبدأ بسؤال، أو أسئلة. والنظريات الكبرى تقوم على أسئلة مهمة وملحة. طالب الدكتوراة يبني أطروحته على أسئلة أساسية لبحثه. وهكذا تصبح حياة الأمم (والأفراد) المتميزة بحثاً في أسئلة مهمة وملهمة لمزيد من الأسئلة. إن الثقافة التي تقمع الإنسان منذ صغره كلما همّ بطرح سؤال لا تنجب سوى أمة مترددة في تفكيرها وتعاملها. لا يوجد سؤال خطأ. ولا توجد إجابات قاطعة. كل الإجابات قابلة للبحث والنقاش، للخطأ والشك الأمم…

آراء

خطاب «الفضيلة» في مجتمع «الفضيحة»!

الإثنين ٠٩ يناير ٢٠١٢

من منا بلا خطيئة فليرفع يده كي ننزله منزلة الأنبياء والصالحين. هل رفع أحدكم يده؟ في حياة الإنسان غالباً لحظات ضعف وتهور وسوء تقدير. يكاد يكون مستحيلاً أن يحيا المرء من دون خطيئة. مسكين من انفضحت خطيئته في محيط منافق يسن سكاكين الشماتة والتشهير بمن ينكشف أمره. وهؤلاء الذين يفرحون بفضيحة من حولهم تناسوا أنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء، ولو صارحوا أنفسهم قليلاً لاستحضروا “لحظات سوداء” في مرحلة ما من حياتهم. وهنا نفرق بين "الخطيئة" التي فقط الأنبياء وحدهم معصومون منها، وبين "الجريمة" التي هي في الأصل "شذوذ" عن قيم وأخلاقيات الإنسانية. من منا نقي من خطايا عابرة، صغيرة أو كبيرة؟ ولكن ما الذي يدفع بالبعض للفرح بـ”غلطة” إنسان وبذل الجهد في الترويج لها، وما يصاحبها من إشاعات تزيد من مأساة صاحبها، ومن حوله، داخل أسرته ومجتمعه الصغير؟ أي قيم وأخلاق ومبادئ نتحدث عنها، وفينا من ينتشي فرحاً بالفضيحة ويبذل قصارى الجهد للترويج لها، وإضافة الكثير من "البهارات" عليها وحولها؟ وأي ثقافة تصنع من "الفضيحة" حديث الناس وفرصة للشماتة والتندر والسقوط من عين المجتمع، الذي تنخر في جسده -أصلاً- كل أشكال النفاق والخداع؟ نحن فعلاً نعيش "عصر الفضيحة" خاصة وقد أتاحت التقنية الحديثة للبعض صناعة "الفضيحة" أو تزويرها والترويج لها. وإنك إن رأيت مجتمعاً يحتفي بالفضيحة ويجعلها خبز يومه، فإنك…

آراء

في الاختلاف

الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٢

في الحياة ألوان كثيرة غير الأبيض والأسود. وكذلك هي الأفكار والآراء والمدارس الفكرية. يكذب من يزعم أنه يملك الحقيقة كلها أوكاملة. وما آراؤنا وأفكارنا إلا محاولات نسعى بها لتفسير الأحداث من حولنا أو فهم معنى الحياة التي نعيشها. ولهذا ليس من العقل ولا من الحق أن نلغي الرأي الذي لا يوافق رأينا. ومهما اختلفنا في رؤيتنا للأحداث هذا لا يلغي أننا قادرون على التعايش السلمي والإنساني مع من يختلف معنا في الفكر والرأي. أستغرب من أولئك الذين يظنون أنك إن لم تكن تماماً موافقاً معهم في الرأي فأنت ضدهم أو أنك عدوهم اللدود. وكثيراً ما أستغرب من أولئك الذين ينزلقون إلى "مهاترات" أو "شتائم" في تعبيرهم الانفعالي عن اختلافهم مع أصحاب الرأي الآخر. الاختلاف شيء والشتيمة شيء آخر. الحوار شيء ومصادرة الرأي الآخر شيء مختلف. تذكر دوماً أن "الحقيقة" أحياناً فكرة غير ملموسة، كل يراها بعين مختلفة. تجاربك وثقافتك وأساليب تعليمك شكلت كثيراً من قناعاتك التي تحولت مع الوقت إلى ما يشبه الحقائق القطعية. في المقابل هناك آخرون في محيطك أو غيره شكلت قناعاتهم تجارب مختلفة عن تجاربك. أنت لا تملك الحق أن تفرض عليهم قناعاتك. وهم في المقابل لا يملكون الحق في فرض قناعاتهم عليك. تذكر أيضاً أن ما تراه اليوم صحيحا قد تكتشف غداً أنه خطأ. وفي آخر…

آراء

غلطة الشاطر بألف

الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٢

لم يتمكن الزميل صالح الشيحي من التحكم بانفعالاته خلال حلقة "يا هلا" التي عرضتها "روتانا خليجية" الأسبوع الماضي، وأدارها علي العلياني باقتدار، خاصة حين طلب إقفال الصوت عند احتدام الملاسنة الهاتفية على الهواء بين الشيحي والكاتب أحمد العرفج، إذ بدأ تراشق الاتهامات بينهما ليصل حد إعلان "عدم الاحترام"! ولم تكن الألفاظ المتبادلة ترضي أيا من قرائهما أو الجمهور الذي كان يتابع الحلقة. لم تصل الحلقة إلى نتيجة حول "الخزي والعار" الذي رآه الشيحي أثناء انعقاد المؤتمر الثاني للمثقفين السعوديين، وتحدث عنه في تغريدته على "تويتر". تلك التغريدة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، وأعادت صراع التيارات إلى الأضواء، ومن يتابع التعليقات على "تويتر" و"فيس بوك" و"يوتيوب" يكتشف حدة الانقسام المجتمعي حول فكرة المخالفات الشرعية وما يجوز وما لا يجوز في الملتقيات الثقافية. رغم أن موضوع "يا هلا" لا يستحق هذا الجدل حسب رأي ضيف الحلقة الكاتب عبده خال، إلا أنه بالإضافة للزميل عضوان الأحمري، تحدثا خلال الحلقة بهدوء وأعطياها عمقا.. ولو شارك الوزير د. عبدالعزيز خوجة لقدم رؤية تضاف إلى "تغريدته" التي رد بها على الشيحي، لكنه أشار على صفحته في "تويتر" إلى أن ظرفا منعه من ذلك، ولم يتمكن حتى من مشاهدة الحلقة. باختصار، قد يكون الزميل صالح الشيحي أخطأ إذ نشر "تغريدته" على الملأ.. ولو كان اعتذر وقال إنه…

آراء

لماذا يوم بدون قات؟

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

لن أقول ان القات مضر بالصحة..والأسنان ..والمال..والعيال المحرومين من الغذاء لأن اهاليهم يفضلوا شراء القات...لن أقول كل هذا..كل إنسان حر في نفسه، فمن اراد ان يهمل صحته وابناءه هذه حرية شخصية بحته خاصة ان الكل يعلم بأضرار القات، ولكن مايهمني من هذا كله هو بلدي، بلدي التي تعاني من شحة المياه ومع ذلك يقدر استهلاك القات للمياة بـ 800 مليون متر مكعب سنويا، مقابل 25 ألف طن, لماذا ؟ الجواب: من أجل ساعات من التخدير. ما يهمني هو إسم اليمن، هذا الإسم الذي ارتبط في اجهزة الإعلام بصور أشخاص يملئون افواههم بالقات، إسم اليمن برز مؤخرا بشكل أجمل مع مجيء الثورة ولكن القات ظل في افواهنا، لن أقول ان تتركوا القات لأني أعلم أن هذا شيء من الصعب تحقيقه في أيام او حتى في سنة..ولكن ما اريد ان أقوله ان حملة «يوم بلا قات» هي حملة ترمز لرغبتنا في التغيير الحقيقي، هذه الحملة ستجعل كل من هو ليس يمني يعلم ان لدينا رغبة حقيقية في التغيير حتى لو كانت محاولتنا صغيره جدا ومقتصرة على يوم في الوقت الحالي، هذة الحملة أتمنى من كل أسرة وبيت وساحة وكل من لدية رغبة في تغيير نفسه أن ينضم لنا ويبتوقف عن القات ليوم واحد، يوم واحد سيمر مرور سهل بالنسبه له ولكنه سيكون…

آراء

بين «الفالة» و»الداجة»!

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

عرفت "الفئة الفالة" أولاً عن طريق الزميل مشعل القرقاوي. فبعد أن حدثني عن إعجابه بإبداعات نجمي البرنامج، عمار ومحمود، شاهدت على اليوتيوب مجموعة من الحلقات "الفالة". شاهدت نوعاً راقياً من الكوميديا المحترمة تلك التي تقدم لك رسالة هادفة بلغة عصرها. إننا مع "الفئة الفالة" أمام نموذج جديد من نجوم الكوميديا الشباب ممن يقدم الفكرة المفيدة على التهريج ويختصر لك المشهد في دقائق قصيرة تحفزك على التفكير وأنت محتفظ بابتسامة تلقائية. المثير في تجربة جيل "اليوتيوب" من نجوم الكوميديا الجدد أنهم فرضوا أنفسهم -وخطهم الفني المختلف- من دون حاجة للمؤسسات الإعلامية التقليدية، تلك التي ما زالت حامية حمى أبطال التهريج باسم الكوميديا والمسرح. انتهى عصر المسلسلات الكوميدية الطويلة تلك التي تصطنع الموقف الضاحك وتخلط بين الفن والتهريج والخالية من أية رسالة. خليجياً، ومنذ "درب الزلق" قليلاً ما رأيت أعمالاً تحترم العقل وتضفي المرح. حينما تدرك مؤسساتنا الإعلامية التقليدية أنها مضطرة أن تستقطب النجوم الجدد، فستعرف أنها أمام جيل جديد ومختلف يؤمن برسالة مختلفة للكوميديا ويقدمها بلغة تعيش عصرها. الآن وقت الاستثمار النوعي في هذا الجيل المتفوق من نجوم اليوتيوب. لابد من حاضنة استثمارية تدعم جهد الشباب من دون أن تعيق مسيرتهم وتساندهم من دون أن تحرفهم عن مسارهم. ومن يستثمر في هؤلاء النجوم فهو حتماً يستثمر في المستقبل الذي يصنعه اليوم…

آراء

الغام على الطريق… السلفيون وشباب الثورة والاقتصاد المتردي

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

تشهد مصر انتخابات رئاسية منتصف 2012 «ما لم تحصل حرب أهلية!» قال ذلك باحث في معهد القوات الملكية البريطانية في لندن في مقال نشر في صحيفة «الدايلي تلغراف» الأسبوع الماضي. «فأل الله ولا فالك»، ولكن جملته المزعجة هذه إنما هي قراءة مستقبلية «محتملة» لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في مصر، يقرأها الإنكليزي ببرودته المعتادة وهو بعيد في لندن روحاً وجسداً مما يحصل في شرقنا «الناهض» بينما ننزع نحن أن نقرأ الحدث بتحليل متوافق مع رغباتنا. من الأفضل للمصري صاحب العلاقة الأول، والعربي صاحب العلاقة الثاني الاستعداد «لأسوأ الاحتمالات» حتى لا ينفجر لغم سياسي في وجهه من غير أن يكون مستعداً له. الألغام كثيرة في مسيرة «الربيع العربي» خلال 2012، ليس في مصر بل في كل دول «الربيع»، ولكن مصر الأهم والأصعب ونجاح مصر نجاح لـ «الربيع العربي» كله. للديموقراطية هناك خريطة طريق-وهذا جيد- وضعت بالتراضي بين المجلس العسكري «الحاكم» والقوى السياسية الرئيسة، حدد فيها مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وحتى الآن مرت البرلمانية منها بنجاح على رغم ما اكتنف نتائجها من مفاجآت، أهمها السقوط الكبير للتيارات الليبرالية، ولكن لم ينفجر لغم هنا، مثل أن ينزل الليبراليون يصرخون «تزوير... تزوير» ويدعون إلى إلغاء الانتخابات ويستجيب لهم الجيش (مثلما فعل نظيره في الجزائر عام 1991) لحماية مستقبل مصر من «القوى الظلامية». هناك…