آراء

آراء

دبي في رأس السنة !

الجمعة ٠٦ يناير ٢٠١٢

نعم.. تبهرني المنجزات الكبيرة ويبهرني الإنسان المبدع ممن يفكر خارج "صندوق" المألوف والمكرر. وتبهرني كذلك المدن الحية التي لا ترضى بما دون “العالمية”! والانبهار عندي ميزة وليس نقيصة. ومن لا تبهره المنجزات الحضارية الكبيرة، في الشرق أو في الغرب، فتلك مسألة تخصه وحده. لا تنبهر بالمنجزات التي تبهرني لكن ليس من حقك أن تعاتبني أو تستغرب مني انبهاري بما يبهرني. يبهرني كثيراً الأستاذ إبراهيم البليهي بنبشه المستمر في ثقافة "الجهل" المنشرة في خطاباتنا، ومنها ذلك الموقف الغريب من "الانبهار" بما يبهر. فمن لا تبهره المنجزات العظيمة -حسب البليهي- فعنده ربما مشكلة! أمس حدثت زميل عن دبي صباح اليوم التالي لاحتفالات رأس السنة، حيث تجمع مئات الآلاف من الناس، من كل بقاع الدنيا، في شوارع دبي وحول معالمها السياحية. كنت هناك في وسط الزحمة. وصبيحة اليوم التالي، قدت سيارتي في ذات المكان المزدحم بالبشر، الذي بالكاد مشيت فيه قبل ساعات قليلة. ولو لم أكن هناك ليلة رأس السنة لما كنت سأصدق أن إنساناً مر هناك قبل ساعات. في صبيحة اليوم التالي لرأس السنة، كانت شوارع دبي كعادتها نظيفة أنيقة كأنك تقود سيارتك فوق أغلى أنواع الرخام. استيقظت دبي كعادتها، نظيفة آمنة. ولم يعجب صاحبي كلامي عن دبي فقال: طبيعياً أن تقول هذا فأنت شديد الانبهار بدبي. وأعترف لكم ولزميلي أنني -فعلاً-…

آراء

من سيشل.. درس في الوطنية!

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

في جزيرة صغيرة من جزر سيشل، في المحيط الهندي، رأيت رجلاً مسناً ينظف الشاطئ من النفايات. كان يوزع ابتساماته على الناس ويعمل بهمة واضحة. أخبرني أنه يتطوع من وقت لآخر لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. قال إن جزيرته تعتمد في اقتصادها على السياحة: الفنادق توظف أبناءنا وتتعاقد معنا لتوفير الأسماك وبعض الخدمات. يقوم اقتصاد جزر سيشل على السياحة. يندر أن تحدث جريمة هناك. فسكان الجزر الذين يبلغ عددهم 78 ألف مواطن، نشأوا بوعي أن السياحة عمود حياتهم. الوطنية إن لم ترتبط بمصالح الإنسان اليومية تظل فكرة نبيلة قد لا تترجم إلى أفعال على الأرض. الإنسان بطبيعته حريص على مصالحه المباشرة. ولأن السياحة غدت حياة أبناء الجزر في سيشل فقد نذروا أوقاتهم لها. ولهذا فإنهم يتطوعون لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. إنهم يدركون أن كل زائر لجزرهم يسهم في دعم اقتصادهم. من المهم أن تدرك الناس في مجتمعاتنا أن الحراك الاقتصادي الكبير في أوطانهم ينعكس، بأشكال مباشرة وغير مباشرة، على واقعهم الاقتصادي. وإن لم يشعروا بفائدة تطالهم مباشرة فلن تجد منهم سوى الإهمال واللامبالاة. ماذا تقول لك مظاهر بعض شبابنا حينما يخرجون في مناسبة رياضية أو وطنية لتكسير المحلات وتشويه الشوارع؟ صحيح أن ثمة عوامل كثيرة -يتداخل فيها التربوي مع الثقافي مع “حالة الإحباط” العامة- في خلق ظاهرة الفوضى التي يعبر عنها بعض…

آراء

ابتعد عن السلبيين

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

نصيحتي لك أن تتجنب دائماً تلك النوعية من الناس التي يطغى تفكيرها السلبي على أي فكرة إيجابية. حينما تفكر جيداً في فكرة ما وتصل لقناعة تامة بجدواها، استشر أهل المعرفة من الناس الإيجابيين. حذار من استشارة من يقدم العقبات على الحلول ومن يذكرك باحتمالات الفشل أكثر من إمكانيات النجاح. ثمة نوع من الناس يجيد صف قائمة المحاذير أمامك فيربكك وأنت تهم بمشروع قد عقدت العزم على البدء فيه. هؤلاء يبالغون في تحذيرك من الفشل وأنت تخطو خطواتك الأولى. تذكر أن الفشل ليس نهاية الدنيا. بل ما من تجربة نجاح إلا وفي بداياتها قصص مع الفشل. وأهم الدروس التي نتعلمها في حياتنا هي تلك التي ندفع أثمانها. لا تكتئب حينما تفشل. لكنك ستكون في موقف محرج مع نفسك ومع من حولك إن كررت الفشل لأنك لم تتعلم من تجربة الفشل السابقة. حقاً: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". المرة الأولى لك. أما الثانية فهي عليك. ولهذا أكرر عليك النصيحة أن تحيط نفسك باصدقاء إيجابيين. الإنسان السلبي يحبطك بقصصه الكثيرة مع الإخفاقات ويسعى -أحياناً بحسن نية- لنشر مناخ من التردد في محيطه. كن دائماً في صف أولئك المغامرين بذكاء. اعرف جيداً الفارق بين المغامرة المحسوبة والمجازفة التي تأتي كخبط عشوائي. تذكر أن أجدادك الأولين قالوا "فاز باللذات من كان جسوراً." هكذا نحتاج…

آراء

الــ……… وأمور أُخرى

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

1- الربيع تتلاحق فصول السنة.. وما بين حر ومطر وبرد وأوراق أشجار متساقطة تنوعت المشاهد، وحده الربيع تميز عن باقي الفصول فأصبح مصطلحا في كل بلد قرر شعبه أن يتنفس، فأعلن الثورة وتمرد على الــ......... وخرج إلى الساحات مناديا بسقوطه. 2- لا شيء هناك وهناكم وهنالكم.. لم يدرك الـ........ أن قمع المتظاهرين وقتل بعضهم لم يعد يرهب جماهيرَ لاحت لها خيوط الحرية، صارت تلتهب أكثر كلما قمعت أكثر. فأطلق الـ........... جيشه ورجالاته لإخماد البركان، ولكن هيهات يقدرون على ذلك إلا إذا قرر الـ......... أن يبيد الشعب كله، وباستثناء أزلامه يصبح حاكما على لا شيء. 3- القطار في بلد ما قال الـ........ "فهمتكم" بعد فوات الأوان، فأطاح به الشعب لينال توبيخا من الـ.......... المجاور لأنه لم يصبر، وما أن انتفض شعب هذا المجاور حتى سالت أنهار الدم لينتهي مقتولا. وهي نهاية أسوأ من ذلك الـ........ السجين الذي يخضع للمحاكمة بتهم عدة. أما الـ........ الذي هتف له برلمانه "بالروح... بالدم" مع شرارة البركان الأولى، فينتظر اكتمال السيناريو مثل صاحبٍ له قال لشعبه "فاتكم القطار". وكأنه لم يرَ القطار الهائل وهو منطلق يسابق الضوء ليرتقي للشمس. 4- أبواق لدى الـ......... عدد كبير من الأبواق الجاهزة للظهور في وسائل الإعلام لتمجيده ونفي ما ارتكبه رجاله في محاولات يائسة لحجب الحقيقة وتغطية الشمس بغربال.. يدافعون…

آراء

من ورط شبابنا في سوق الأسهم؟

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٢

انظر حولك فإن لم تجد من تنطبق عليه القصة التالية فلك أن تتجاهل هذه الفكرة أو تصف صاحبها بالغباء! شاب في مقتبل العمر لا يزيد راتبه عن 8000 ريال. هو بمقاييس يومنا شاب محظوظ. تزوج وأنجب طفلين. مثله مثل ملايين الشباب حوله، يسكن بالإيجار. ذات يوم وقد رأى البلاد كلها منشغلة بالأسهم في سوق كانت – وقتها – شبه مفلوتة. الحوت الكبير يلتهم الصغير. لا قوانين صارمة تمنع التلاعب والتحايل. وكل الناس من حوله منغمسة في معمعة الأسهم. اشترِ بمائة ألف اليوم تبع بمائتين غداً. والبنوك تكاد تطرق بابك بكل إغراءات الربح السريع. ثم وقعت الواقعة. وما زال مثالنا أعلاه متورطاً في ديونه للبنك الذي مهد له الطريق ثم جرجه نحو ورطة الدين الثقيل. هو الآن يدفع نصف مرتبه لتسديد دين البنك. إنه يدفع نصف راتبه لتسديد دين في استثمار خاسر من أصله. ولو كانت هذه الحالة استثنائية لقلنا متهور يستحق ما أصابه. لكنها قصة جيل شاب ورطه مناخ الأسهم العام (بغياب الرقابة و جشع هوامير السوق) في ورطته التي يدفع ثمنها حتى اللحظة. ولأننا نعيش في ظل الدولة «الريعية» وفي ظل سوق لا تحكمها – سياسياً واقتصادياً – ما يحكم الأسواق العالمية فما الذي يمنع من تأسيس صندوق وطني يسهم في تسديد ديون «الشباب» – وأركز على فئة الشباب…

آراء

حريات بقلم مازن العليوي

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٢

ـ 1 ـ تنادى الناشطون من مختلف الجهات وأوجدوا للحرية أسطولا.. أبحرت سفنهم في "المتوسط" محملة بهم وبآمالهم وبما يخفف قليلا من آلام المحاصرين في وطنهم.. قبل أن تصل السفن إلى حيث تقدم الخير.. هجم الأشرار عليها، فقتلوا من قتلوا.. واقتادوا الباقين إلى السجون، وحجزوا حريتهم.. وعلى الرغم من كل نداءات الأحرار في العالم.. ما زال الأشرار يعيثون فسادا.. وما زال المحاصرون ينتظرون وصول أحرار العالم.. ـ 2 ـ حسب الشباب أنهم يمارسون حريتهم حين هاجموا قيم وتقاليد مجتمعهم على فضائية غربية. ونسوا أن التغيير قد يصنعه الحوار، فالحوار هو الطريق الأجمل للوصول إلى القواسم المشتركة بين الأجيال.. ـ 3 ـ يمارسون بأسماء مستعارة في منتديات شتى تملأ مساحات الإنترنت ما يظنون أنه حرية.. يسبّون ويقذفون وينتهكون الأعراض ويدعون بالويل والثبور والفناء على كل من يخالفهم بالرأي.. يطلقون مختلف المفردات التي لم تعد تظهر إلا في معجمهم، فيصبح فلاناً أغيلمة وغيره أشيمط الجزيرة.. وذاك رويبضة.. وما أكثر من يقولون إنه أُلقم حجرا... وكل هذا باسم الحرية. ـ 4 ـ حين يمارس المثقف الحقيقي حريته ويكتب رؤيته التي يريد.. يتذكر دائما أن تلك الحرية تقف عند احترام قناعات الآخرين وتقديرهم.. يكتب فيحاور.. يضع الأفكار من أجل اللحمة والتنوير والإصلاح لتصل إلى من يعرشون في فضاءات حريته التي كم رسم بريشتها بورتريهاتهم،…

آراء

2011 .. وداعاً!

الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢

وانتهت سنة 2011. يا لها من سنة مثيرة.. ستبقى أحداثها المهولة حديث أجيال مقبلة. إنها سنة الأحداث الكبرى في تاريخ العالم العربي المعاصر. وما حدث في 18 يوماً في ميدان التحرير وحده كان بمثابة «زلزال» غيّر المشهد كله. أذكر أن صديقي جمال الشحي قال يوماً إن السلام الوطني المصري إن أنشده شخص واحد هز كيانك،

آراء

أنــا مــن اليمــن جئتكــم بســلام

الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢

«أنا يمنية جئتكم بسلام» ... كانت هذه الجملة التي خطرت في بالي عندما رأيت نظرة الاستغراب في عينيها، «ماذا؟ أنتِ يمنية؟» قالتها متفاجئة.. رددت: نعم يمنية! قالت: «ولكنك تشبهيننا».. سألت: وهل رأيت يمنياً من قبل؟ أجابت: «لأ»! فسكت... وظلت هذه النظرة المندهشة في عينيها إلى أن خرجت من المصعد. شعرت وقتها بأني جئت من كوكب آخر، وكما نرى في الأفلام عندما يأتي كائن فضائي من كوكب آخر ويقول الجملة المشهورة «أنا من المريخ جئتكم بسلام».. شعرت أني أريد أن أقول: «أنا يمنية جئتكم بسلام». بداية الحكاية: شاءت الأقدار أن أقضي نصف حياتي في اليمن والنصف الآخر متنقلة من بلد لآخر.. هذه التجربة أفادتني كثيراً في أن أتعرف إلى ثقافات مختلفة واستوعب فكرة أني لست الوحيدة في هذا الوجود، وان البشر مختلفون وليس هناك شيء واحد يجمع الكل عدا الإنسانية... لذلك فقد تعودت على تقبل أفكار الآخرين ماعدا الأفكار التي تنعدم منها الإنسانية أو تتبنى فكرة الرأي الأوحد. طبعا لم أصل لهذه المرحلة بسهولة، ولكن هذا ما وصلت إليه بعد أن عانيت الكثير من إلقاء الحكم عليّ بمجرد أن أقول إني يمنية.. الغريب أن فكرة الناس عن اليمن تختلف من شخص لآخر.. وللأسف حتى في الدول العربية هناك الكثير ممن لا يعرف عنا شيئاً... وسأحكي لكم عن أشخاص مختلفين لهم آراء…

آراء

أبيات وكلمات غير سياسية بقلم مازن العليوي

الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢

ـ 1 ـ يبدو أن الكتابة عن الديمقراطية والحرية.. وعن الأنظمة الدكتاتورية لن تجلب سوى مزيد من الألم وأشياء أخرى. لذا ستكون الكتابة عن أبيات شعر وكلمات تصلح لكل الأزمنة وما زلنا نأخذ منها العبر. ـ 2 ـ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الهة تعالى سائلي عنها يوم القيامة). فما أعظم "الفاروق" من حاكم، يتألم وهو في المدينة المنورة من أجل "شاة" على شطر نهر الفرات الذي يمر بمدن ملأى بـ"البشر" كالرقة ودير الزور في سوريا، والأنبار وكربلاء والحلة بالعراق. ـ 3 ـ ويقدم المتنبي نصيحة في بيته: إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزة فلا تظنّنَ أَن الليث يبتسمُ إذ قد يمارس الليث هوايته بالبطش، فيما مُشاهِده يحسبه مبتسما، وكم تخفي بعض الابتسامات من أمور مخيفة وراءها، ليس الحزن أولها، ولا اللحد آخرها. ـ 4 ـ وعن الحزن يتحدث المناضل الأرجنتيني جيفارا فيقول: (كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا، لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته). وللروائي الفرنسي إميل زولا مقولة جميلة: (إن أخرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فسوف تنمو وتنبت). ويقترب منه الشاعر الهندي طاغور بجملته: (لا يمكنك اقتلاع عبير زهرة حتى ولو سحقتها بقدميك). وما أجمل ترك الحقيقة…

آراء

الكواكبي.. مفكر سبق عصره

الأحد ٠١ يناير ٢٠١٢

شيء ما يحدث هذه الأيام قادني للبحث عن كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للمفكر الحلبي عبدالرحمن الكواكبي (1855 – 1902) لأستعيد قراءته بعمق، وهو الكتاب الذي مرّ عليّ ذكره بعجالة في المناهج خلال فترة الدراسة ضمن عرض مفكري النهضة، ثم قرأته كاملا فيما بعد، وهو كتاب كلما قرأه المرء أكثر اكتشف مواطن رؤية جديدة فيه. في كتابه يعتبر الكواكبي أن أصل داء الانحطاط هو الاستبداد السياسي، ودواؤه الشورى الدستورية. ولا يربط الانحطاط بأمور أخرى موضحا: "القائلُ مثلاً: إنّ أصل الدّاء التّهاون في الدّين، لا يلبث أنْ يقف حائراً عندما يسأل نفسه لماذا تهاون النّاس في الدّين؟ والقائل: إنّ الدّاء اختلاف الآراء، يقف مبهوتاً عند تعليل سبب الاختلاف. فإن قال: سببه الجهل، يَشْكُلُ عليه وجود الاختلاف بين العلماء بصورة أقوى وأشدّ... وهكذا؛ يجد نفسه في حلقة مُفرغة لا مبدأ لها..." يطرح الكواكبي تساؤلات كثيرة تصلح لمختلف الأزمنة من قبيل: لماذا يكون المستبدُّ شديد الخوف؟ لماذا يستولي الجبن على رعية المستبدّ؟ ما تأثير الاستبداد على الدّين والعلم والمجد والمال والأخلاق والتحضر؟ كيف يكون التّخلص من الاستبداد، وبماذا يستبدل؟ ويرى أن فرائص المستبدُّ ترتعد من العلوم التي تُكبر النفوس، وتوسّع العقول، وتعرّف الإنسان حقوقه وكم هو مغبون فيها. في مسألة القيم يعتبر الكواكبي أن الإنسان "يعيش في ظلِّ العدالة والحرية نشيطاً على العمل…

آراء

ما الربيع العربي؟ استئناف للتاريخ… للحياة

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١

ونحن نودع 2011 أجمعنا على أنه عام الربيع العربي بامتياز، إنه عام في قرن، وربيع العرب هو حدث القرن، فما هذا الربيع العربي؟ هناك عشرات الأجوبة، ستقرأونها في مقالات تكتب في هذه الصحيفة وغيرها، وتسمعونها كلما بثت إخبارية برنامجاً عن حصاد 2011، كلها صحيح، إلا من يقول إنه مؤامرة، فهذا لا يحترم العرب، كل العرب، لا يحترم الملايين الذين خرجوا من مشارب شتى إلى ميادين وساحات العواصم والمدن العربية، تنوعت مطالبهم وخلفياتهم وأسبابهم للغضب واجتمعوا على حقيقة واحدة... التغيير. لا يحترم السوري والمصري والليبي والتونسي واليمني وكل عربي نزع الخوف الذي سكن نفسه عقوداً طويلة ثم خرج أعزلَ يطلب الحرية وهو يعلم أن فرصته في الموت أكبر من فرصته في الفوز بها، لكنه يعلم أنها ستأتي، إن لم تكن له فسيفوز بها مواطن آخر من بعده. من ذا الذي يستطيع أن يُخرج كلَّ هؤلاء في وقت معلوم إلى مكان معلوم ينادون بمطلب واحد؟ الإعلام الاجتماعي، «فايسبوك» و»تويتر»، هذه مجرد أدوات، مؤامرة رسمت في الولايات المتحدة، طورها صربي؟... «كلام فاضي»، إنها قوة التاريخ بما حباها الله من سنن تعمل من داخلها، تتحرك فإذا ما توافقت اللحظة المناسبة مع المكان المناسب تناغمت حركتها الكبيرة وانطلقت بقوتها الهائلة، هذا ما حصل في 2011. إنه استئناف لمسيرة التاريخ التي أُجهِضت، لحركة النهضة العربية التي…

آراء

اليوم الأول

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١

بقلم: ياسر حارب أول يوم في المدرسة هو أسوأ يوم في حياتي، وحياة أغلبية من يقرأون هذا المقال الآن. فالمفاجأة النفسية والذهنية عظيمة، وجوه غريبة، ومكان جديد تتلاطم فيه مشاعرنا كالأمواج العاتية في بحر الشمال. أما أول يومٍ في الإجازة، فهو أسعد يومٍ في حياتنا جميعاً؛ يبدأ باللعب وينتهي بوجبة دسمة، ثم نوم عميق، وأحلام سعيدة خالية من أي خطط، حتى لأظن أحياناً أن أعمارنا الحقيقة هي التي قضيناها في الإجازات. كبرنا وصارت بعض البدايات تملأنا بالسعادة؛ لأنها تعيدنا إلى أيام الطفولة الجميلة دون أن نشعر. لا أدري لماذا يحب الإنسان البدايات كثيراً؟ ربما لأنها أكثر وضوحاً من النهايات. غداً هو اليوم الأول من عام 2012، والليلة سنعود كلنا أطفالاً مرة أخرى، نقلّب قنوات التلفاز لنشاهد الألعاب النارية، ثم ما إن تشرق شمس الغد حتى نصبح كالهواتف المحمولة، نحتاج إلى ضغط زر إعادة التشغيل لكي نتخلص من تشنجات العام الماضي، ونقبل على العام الجديد بسهولة وسرعة فائقة. توقفتُ منذ سنوات عن التخطيط المُفَصّل والدقيق لحياتي، وعلى رغم كل الدورات الإدارية التي حضرتها، إلا أنني مقتنعٌ اليوم بأننا كلما خططنا لحياتنا كثيراً؛ عبثنا في براءتها وزدناها فوضى. قبل سبع سنوات قررتُ أن أكتب جملة واحدة في أول يوم من العام الجديد لأحدد هويته بالنسبة لي، ومن ثم أترك لنفسي الخيار في…