الثورة السورية

آراء

الوضع المربك لروسيا في المنطقة

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦

تراجعت مكتسبات ثورة الشعب السوري كثيراً. صارت أطول الغايات وأسمى الأماني للشعب المغلوب على أمره، وقف إطلاق النار. السوريون الأحرار الذين كانوا يحاربون جيش النظام الفاقد الشرعية، والحرس الثوري الإيراني وميليشيات «حزب الله» والحشود العراقية المتأدلجة ومرتزقة باكستان وأفغانستان، وينتصرون عليهم في كل موقعة تجمعهم، تراجعوا كثيراً، واهتزت مواقفهم على الأرض بعد تدخُّل القوات الروسية بلا تفويض دولي. جاء الروس رافعين مصالحهم الخاصة فوق أسنة سيوفهم من غير أن يمروا على مجلس الأمن، بل لم يفكروا حتى في استصدار قرار أممي بعد دخولهم يشرعن اجتياحهم الأراضي السورية. قرر فلاديمير بوتين من موسكو، أن هذا هو الوقت المناسب لقطع الطريق على أميركا في احتكار الحلول في المنطقة، فجاء حاملاً حلوله الخاصة، وزمنه الخاص، وزرعهما في قطعة الأرض التي صارت موقتاً ضمن محمياته الخاصة، جاء الروس فتبدّلت الحال رأساً على عقب. تغيّرت الموازين والمعادلات في الأزمة السورية. تغيرت إلى الأبد، فلا موقف نظام بشار الأسد هو نفسه قبل أيلول (سبتمبر) 2015، ولا وضع الثوار هو نفسه، ولا حتى مواقف الدول المعنية بالأزمة هي نفسها قبل هذا التاريخ وبعده! انتقلت الأوضاع من حال إلى حال، فكيف على دول المنطقة أن تتعامل مع هذا الواقع الجديد؟ ما المواقف المتوقعة من الثوار السوريين وتركيا وإيران والسعودية؟ الثوار السوريون سيبقون على الموعد في كل الأحوال. لن…