جائزة نوبل للأدب

آراء

خطاباتهم تكشفهم

الإثنين ١٤ مارس ٢٠١٦

تكشف الخطابات التي ألقاها الأدباء الفائزون بجائزة نوبل للآداب عن جوانب كثيرة في شخصياتهم، منها ما يتعلق بحياتهم الخاصة، ومنها ما يتطرق إلى نظرتهم إلى الكتابة والأدب، وعلاقتهم بالآخر، وموقفهم من العالم وأحداثه بشكل عام. في الخطاب الذي ألقاه البرتغالي، جوزيه ساراماغو، عام 1998 في حفل استلامه الجائزة، تحدث صاحب رواية «العمى» بحميمية كبيرة عن جده الذي يعده سيد المعرفة في العالم، رغم أنه لم يكن يقرأ أو يكتب، ووصف حادثة وفاته بصورة مؤثرة جداً، فقال: «إنه عندما شعر بقرب وفاته ذهب إلى حديقة بيته التي تقع خلف بيته، وكان قد زرع أشجارها بيده، ومنها أشجار زيتون وتين، ثم إنه أخذ يعانق الأشجار شجرة شجرة وهو يبكي، ليقول لها وداعاً، كان يعرف أنه لن يراها مرة ثانية»، وعلق ساراماغو على هذا الموقف قائلاً: «إن رأيت شيئاً كهذا وإن عشته ولم يترك فيك ندباً إلى آخر العمر، فإنك رجل بلا إحساس». وفي الخطاب الذي ألقاه عام 2006 في حفل تسلمه الجائزة، خصص التركي، أورهان باموق، جزءاً كبيراً من كلمته للحديث عن والده، وحقيبته التي سلمها إليه قبل وفاته بسنتين، طالباً منه أن يفتحها بعد وفاته ويقرأ ما فيها، قائلاً بخجل «لعل فيها شيئاً يستحق النشر، يمكنك أن تختار». يكشف ذلك الموقف لوالد باموق عن الحرج الذي ربما كان يشعر به والده…