آخر الـ«مغامرة»!

آراء

كانت فعلاً (مغامرة) أن ألتزم بالكتابة اليومية. أعترف الآن بالإرهاق اليومي من مطاردة الفكرة الملائمة والساعة المناسبة لكتابتها ومراجعتها. أن تكتب وأنت تعي أن ثمة من يقرأك، ولو من حين لآخر، فتلك مسؤولية كبرى، أو هكذا أظنها. عسى أن أكون قد وفقت في هذه التجربة التي -صدقاً- أعتز بها. وما رسائل القراء الكرام وتواصلهم معي، على مدى العام، إلا شهادة محبة لن أنساها.

لقد منحتني “الشرق” فرصة ثمينة عبر هذه (المغامرة) ليس فقط بإتاحة مساحة مهمة للتعبير اليومي عن رأيي إزاء أحداث اليوم وما يجول بالخاطر من أفكار، ولكنها أيضاً منحتني تجربة التعبير عن الفكرة بأقل عدد ممكن من الكلمات. تعلمت كثيراً على مر السنة الماضية وأنا أكتب هذه الزاوية. أكذب إن زعمت الدقة والكمال، على طول السنة، في الرأي والمعلومة. لكنني حاولت -قدر المتاح والمستطاع- أن أكون صادقاً مع نفسي ومع قارئي في الكتابة عما رأيته ملائماً للزاوية.

لم أنجرف وراء دعوات مباشرة وغير مباشرة أن أكتب عن مواضيع تصنع للكاتب “جماهيرية”. وإنما حاولت أن أكتب عن قضايا أستطيع أن أكتب فيها وجهة نظر. وأعرف عز المعرفة أن الكاتب في منطقتنا مثل من يسير في حقل ألغام. أنت لا تستطيع أن ترضي الجميع. بل لعلها حماقة أن تفكر في إرضاء أحد، وأنت تعبر عن رأيك، غير ضميرك. أشهد أن الزملاء في هذه الجريدة تعاملوا بمهنية عالية واحترام صادق مع أفكاري وآرائي. فلهم مني صادق الامتنان والتقدير. أما وقد حانت نهاية (المغامرة) فإنني الآن أستعد لمغامرة الكتابة المطولة عبر صفحات الرأي في “الشرق” مرة كل أسبوع.

لقاؤنا قريب في صفحات الرأي بإذن الله.

المصدر: صحيفة الشرق