مما لا شك فيه أن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي «خليفة سات»، الذي يُعد أول قمر اصطناعي إماراتي صُنع بالكامل بأيدي مهندسين إماراتيين.
الذي تم إطلاقه إلى مداره من اليابان، جعل أنظار العالم كله متجهة إلى الإمارات منبهرين بقدرة وعبقرية أبناء الإمارات ومشيرين إلى أن دولتنا الشابة وضعت قدمها بين أكثر الدول تقدماً في قطاع الفضاء.ويعد «خليفة سات» إنجازا جديدا يضاف إلى سجل الدولة الحافل في مختلف المجالات، ويؤسس لمرحلة مفصلية هامة وجديدة في قطاع الفضاء الوطني.
لقد استطاع «أبناء زايد» أن يسطروا في سجل التاريخ مجدا صنعته عقولهم المبدعة؛ وسواعدهم المتقنة المنجزة. لقد أبهر «خليفة سات» علماء الفضاء من العرب والغرب. حيث أكّد العالم المصري القدير الدكتور/ فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء..
أن الإمارات خلال مسيرتها لتطوير قطاع الفضاء تعمل على تأهيل كوادر وطنية وفق أرقى المهارات والخبرات العالمية من أجل العمل في هذا القطاع، بل أداء دور بارز، ويعد خير دليل على ذلك القمر الصناعي «خليفة سات» الذي تم تطويره بالكامل بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين.
مضيفا: «إن اختيار كل من هزاع المنصوري وسلطان النيادي من شباب دولة الإمارات العربية المتحدة روادَ فضاء للإقلاع على متن سفينة سيوز الروسية إلى المحطة الفضائية العالمية يمثل طفرة في إعداد الشباب العربي لمجابهة متطلبات المستقبل. وإن هذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على فكر ثاقب لدولة الإمارات الفتية وقيادتها الحكيمة.
وإنه لا شيء يؤمن مستقبل أية دولة أكثر من الاهتمام بإعداد شبابها إعداداً كاملاً لمجابهة كل متطلبات المستقبل، لذلك فإن قيادة هذه الدولة الفتية توضح لنا مثلاً حيّاً لأهمية الرؤية الثاقبة والفكر المتفتح في إدارة الدول». إن هذا الإنجاز يسجل لدولة الإمارات اسمها ضمن الدول العالمية المصنعة للتقنيات الفضائية.
بينما قال:«جان مارتن بيرت»، المهندس بوكالة الفضاء الأوروبية بباريس«إن «خليفة سات» قمر صناعي متميز في مجال رصد الأرض يضاف إلى مجموعة الإمارات «دبي 1، ودبي 2».
ويمثل نقلة إماراتية مهمة أنجزها مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي في وقت وجيز، وربما غير مسبوق على مستوى مثل هذه المشروعات في العالم -عشر سنوات- وإعلان مركز محمد بن راشد للفضاء العمل على مشروع «مسبار الأمل» المقرر إطلاقه لاستكشاف المريخ عام 2020، يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة دخلت نادي الفضاء الدولي بقوة.
وفي طريقها لتحقيق مكانة مهمة تتطلع مراكز الأبحاث وعلوم الفضاء العالمية لنتائجها، كما ننتظر بشغف نتائج وصور «خليفة سات» خلال الأيام القليلة المقبلة، ومد جسور التعاون بين المراكز البحثية في علوم الفضاء في العالم، ومركز محمد بن راشد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد تم إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء من قبل حكومة دبي ليكون أحد الدعائم الرئيسية للدفع باتجاه تأسيس اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة في الإمارات، وهو مؤسسة علمية متخصصة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة، يطلق المشاريع العلمية الطموحة في قطاع الفضاء، ويُؤهل أجيالاً من المهندسين الإماراتيين وفق أعلى المستويات العلمية.
حيث يتطلع المركز إلى أن يحقق إضافات جديدة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة بهدف إثراء المعرفة والخبرات الإنسانية والمساهمة بدعم المعرفة والتطور العلمي على مستوى العالم في تخصصات قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة كافة، ويتمتع المركز بعلاقات وثيقة على مستوى العالم مع المؤسسات المؤثرة في قطاع الفضاء عالمياً، ويبني علاقات مع وكالات الفضاء وأعرق الجامعات والكليات العلمية العالمية المتخصصة في علوم الفضاء.
ويلتزم مركز محمد بن راشد للفضاء بدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة لدولة الإمارات، ويعمل بشكل وثيق مع مؤسسات المجتمع، ويتبنى عدداً من المشاريع والمبادرات مع المدارس والجامعات، والرحلات التعليمية والزيارات المدرسية التي تهدف إلى تعزيز نقل المعرفة ونشر ثقافة الاهتمام بعلوم الفضاء.
مما لا شك فيه أن لحظة انطلاق «خليفة سات» لعالم الفضاء واستقراره بنجاح في مداره تعد لحظة تاريخية ووطنيةً بامتياز، شعر فيها أبناء زايد بالفخر والاعتزاز في دخول عصر الصناعات الفضائية، ونفخر نحن أيضا بأن نكون أول دولة عربية تصنع قمراً صناعياً يحتوي على أحدث الأجهزة التكنولوجية والتقنية الذكية بأيد إماراتية.
لقد استطاعت دولة الإمارات أن ترسخ مكانتها العالمية بين الدول المتقدمة في ريادة الفضاء من خلال مشروع مسبار الأمل والمشاركة القادمة لشابين من مواطني الدولة في رحلات الفضاء، تتويجاً لمسار طويل من التطور العلمي حققته الدولة عبر العمل على الارتقاء بمستوى قدراتها في المجالات كافة، وتقدمها إلى مواقع الصدارة العالمية في مجال الإبداع والابتكار على طريق المساهمة الفاعلة في قيادة الثورة الصناعية الرابعة».
إن أول قمر صناعي إماراتي تم إنجازه بأيد إماراتية 100% يثبت جدارة وكفاءة أبناء زايد وقدرتهم وهمتهم التي يسابقون بها العالم. وهو ما غرسه الوالد الباني منذ عشرات السنين والذي هيأ السبل الكفيلة لتحقيق مثل هذا الإنجاز العظيم الذي يُعد قفزة نوعية وقاعدة لتوطين صناعات الفضاء.
تهانينا لأبناء زايد على ما حققوا من فخر لقادتهم ولوطنهم الإمارات.. وأمتهم العربية جمعاء.
المصدر: البيان