أبوظبي.. بيئة بعافية النقاء

آراء

في المشهد الإنساني تبدو العاصمة أبوظبي مهارة متألقة بنظافة المكان ونقاء الفضاء وسيرة تاريخية واجتماعية وبيئة ترسو عند مرافئ التميز والاستثنائية في نظافة معطف البيئة، وحسن تصوير المظهر وجمال طلعة الجوهر.

هكذا عملت حكومة أبوظبي على تنسيق أوراق الحياة في العاصمة الأنيقة، وهكذا اجتهدت فرق العمل، كل في ميدانه وملعبه على الاهتمام بالرونق كونه الوجه الحضاري للبلد، وهكذا أصبحت أبوظبي اليوم من أجمل عواصم الدنيا، لأنها المكان الذي تحضر فيه الأناقة، كما تولد فيه اللباقة، كما تزهر فيه اللياقة، وبكل فخر نستطيع اليوم أن نقول للعالم ها نحن نرتع على أرض حقولها مشبعة بصفاء البيئة وجداولها مترعة بعذب ما تجود به العقول المخلصة من اهتمام ورعاية وعناية وحماية حتى أصبحت أبوظبي اليوم أيقونة زمانها وقيثارة مكانها، وصار الإنسان في هذه العاصمة إنما يشد الخطى على تراب من أخضر تتجلى فيه الثمرات كأنها الدر في اللج وتتكلل الزهرات بتيجان الألوان الزاهية وترفل الأشجار بشدو العنادل، ويبدو النهار كأنه المصباح العملاق يطل على الجباه فيمنحها سحنات الذائقة الجمالية الكونية والليل معطف مخملي يتباهى ببصيص الأنوار البهية، والناس عصافير تحلق في أفنية الهواء الطلق وبين الحدائق الغناء والمساحات الخضراء اليانعة ونوافير البخت الحسن ترش رضابها على العشب الشاب الأغر، فتصبح الأمكنة فؤاداً يستريح على مشاعر مرهفة، والزمان طيفاً يمد خيوط الحرير على رموش الحرائر، فيمنحها كحل الفرح وجذل العصر الذهبي لعاصمة حباها الله بقيادة رسمت المكان بموهبة الفن التشكيلي، ونسقت البيئة بقلم ذهنية واسعة الحدقات.

هذه هي أبوظبي قارة العالم السابعة تطفو على بحيرة الرخاء الثقافي بثقة وثبات ووعي بأهمية أن نعيش جميعاً من دون وهن ولا لغط، وضرورة أن تنعم البشرية ببيئة لا شطط فيها ولا غلط ولا لغط، بل علينا جميعاً نحن أبناء الأرض أن نخلص لأمنا الأرض ونحبها ونصدق معها ونحافظ عليها ونعتني بها ونرعاها بكل ما نملك من إمكانيات وقدرات، وفي بلادنا الملكات العقلية تفوق الخيال والمشاعر المرهفة بمساحة الجغرافيا والحس الوطني بحجم الجبال الشم؛ ولذلك لم تعترض البيئة عواهن ولم تعرقلها شعاب، فالطريق إلى رفاهية نظيفة سالكة، والدروب تفضي دوماً إلى حياة أنقى من عيون الطير وأجزل من نعيم الحضارات منذ نشوؤها.

نحن اليوم نمشي على رموش خيل رخية، ونعيش بين كفوف أمنيات أرق من مضمرات الصحراء ومن رشاقة الغزلان.

فشكراً للذين ينعمون علينا بثراء بيئة ناعمة كأنها الوردة زاهية، كأنها النجمة، وسخية كأنها الغيمة، بيئة تمنحنا ضرورة العيش من دون عناء وممارسة الحياة على سواعد معطيات تمدنا بالفرح وتمتعنا بما تحتاجه النفس من رفاهية بيئة ومن ترف العيش على أرض سمتها التضامن مع روح الإنسان، وسياقها التداخل مع متطلبات العصر.

تطورنا تكنولوجياً حتى وصلنا إلى ذروة القمم الشم، كما أننا تمسكنا بثوابت الطبيعة وفطرتها وعفويتها، وهذا ما جعلنا نتميز عن غيرنا ونمتاز بالفرادة.

المصدر: الاتحاد