الطفولة زهرة حياة رعايتها، والعناية بها يجعل من حقل الوطن زاهياً، مترعاً بالنور، مترفاً بعلاقة وفية، سخية، ثرية، غنية بعلامات جودة، وتأتي مبادرة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في إطلاق علامة الجودة لبيئة داعمة للوالدين، ترسيخاً لوعي حكومي، ومجتمعي بأهمية تشابك الأيدي، وتعانق الإرادات في سبيل خلق واقع بيئي، أسري يقوم على التلاحم، والانسجام، بين أفراد المجتمع الواحد، وإشراك المؤسسات الخاصة والحكومية في بناء فناء واحد لهو الجدار الواقي، الذي يقف سداً، وصدأ لكل ما يعترض النشء من عقبات وكبوات، وعثرات، وكل ما يشرخ النسيج الاجتماعي ويتسبب في تمزيق قماشته.
الرعاية الحميمية من قبل سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ترسخ مبادئ، وتكرس قيماً، وتحدد مساراً، وتنمي أخلاقاً، وتقيم ثوابت، وتضع ركائز، وتسدد أركاناً للأسرة في الإمارات مما يجعل مثل هذه المبادرة، منارة لكل من يهمه أمر الأجيال، وقيثارة تضيء الطريق لأولياء الأمور، كما هي للمؤسسات، وهو ديدن السياسة في بلادنا، وهو ناموس التقاليد التي بنيت عليها أحلام المجتمع، وهي القاموس الذي تستمد منه حياتنا أبجدية النشوء والارتقاء لأجل مستقبل زاهر، ومبهر، ومنتج، وماهر في صناعة السعادة، وبارع في صياغة الطموحات التي يتمناها كل فرد في مجتمعنا، وينتمي إليها كل من يعيش على هذه الأرض، التي نمت أعشابها، من رحيق الحب، والتواصل الغني بوشائج العلاقات الوطيدة بين أفراد المجتمع.
اليوم والإمارات تمر بمرحلة فاصلة وحساسة، حيث تضم أكثر من مائة جنسية، أصبح التلاحم أمراً ضرورياً، وصار الانسجام مسألة حياة لا مفر من الإمساك بها بكل قوة، وتصميم، وإصرار.
القيادة الحكيمة وعت لهذه النقطة المهمة منذ أمد بعيد فسعت جاهدة لبناء لبنات سميكة، وصارمة، لحماية الطفل، ووضعت القوانين التي تحظ حقوقه، وتعتني بتطلعاته، وتهتم بأحلامه، وتصد عنه كل ما يشكل عقبة في طريق نموه السوي، وانتمائه إلى حياة سعيدة، يؤمها الحبور، وابتسامة صباحية مشرقة، متألقة بجمال عفويته، وفطرته الإنسانية.
الطفولة هي الجذر، والساق، والأوراق، وهي الأحداق التي نطل بها على العالم، وهي الأشواق التي تغسل جبيننا من تغضنات الكآبة، لهذه الأسباب تقوم الإمارات بواجبها تجاه أغلى، وأعز ما يربطها بالحياة، وبالمستقبل، ألا وهو الطفل، لأن طفل اليوم هو رجل، وامرأة الغد، وصغير الآن، هو كبير ما بعد الآن، وهم قادة المستقبل وهم رواده، وأسياد قراراته، وتيجان إرادته.
المصدر: الاتحاد