كاتب إماراتي
– لا ندري لِم نترك الأمور حتى تتازم ونتحرك في آخر لحظة لإنقاذ ما تأخرنا في إنقاذه، وندع الأشياء على تداعياتها، وحين يقرب الوقت لحاجتها نسرع ونهرع حارقي المراحل من أجل استقامتها وتعديل وضعها؛ يعني المدارس على الأبواب، وتعرفون الأسبوع الأول مع العودة للمدارس كيف يكون ثقيلاً على نفوس الأهل والطلبة وسائقي الحافلات والأمهات الموصلات لفلذات الأكباد، وتلك الزحمة الخانقة في الشهر الخانق «آب أغسطس»، وفوق كل هذا يقوم مقاول ويخلع «باسكو» الأرصفة والمؤدية للمدرسة، ويعجن تلك المدرسة باشغال في الوقت الضائع، طيب كان لدى إدارة المدرسة أو الجهة المسؤولة والمقاول شهران كاملان، وليس الآن! هذا تماماً يشبه واحداً يريد أن يسوي خيراً وإحساناً، ويتبرع بترميم وصيانة مسجد، فلا يحلو له التبرع لمسجد الحارة القريب، ونقد المقاول إلا مع بداية شهر رمضان الكريم، شهر التعبد وملازمة المسجد، وطقوس رمضان.
– في العين هناك شارع رئيس تقع عن يمينه وشماله معظم المدارس والكليات وبعض الجامعات، فإذا بدأت بأعمال تعبيد الطريق وصيانة الأنفاق وسددت جزءاً منه، وعملت التحويلات المتفرعة منه وإليه قبل أسابيع من بدء العام الدراسي، خاصة وأن المشروع لن ينتهي في شهر أو شهرين، ماذا يمكننا أن نقول حين تتعطل الناس، وتتعطل سياراتهم من طول الوقوف والزحمة وذلك الاكتظاظ ساعات الصباح وسرحة الشغل وعند انتهاء الدراسة والدوام إلا أنها أشغال في الوقت الضائع.
– وما ينطبق على مؤسساتنا تراه موجوداً في حياتنا الشخصية، فالكثير منا لا يحلق إلا ليلة العيد، تقول بيصبح معرساً أو أن الصبغة سينتهي مفعولها بين ليلة وضحاها، ولا نشتري حاجاتنا إلا في الساعات المتأخرة ليلة العيد، حتى تصبح شوارعنا ولا «طماشة بومبي»، ولا نتجهز لرمضان إلا مع رؤية الهلال، ونترك جواز السفر منتهياً حتى نتذكر أو تذكرنا به مناسبة سفر، فنركض متلاحقين ما كنّا عنه ساهين لاهين، حتى الحقيبة المدرسية الجميع يركض لها في الساعات المتأخرة، وكأنها بضاعة ستبور إن اشتريت قبل 11 يوماً مثلاً، ملكية السيارة يرسلون لنا رسائل قبل شهر، ولا نجددها إلا بمخالفة أو في آخر رمق من وقتها المستنزف، نحن عشاق اللحظات الأخيرة بامتياز، محبي مقولة: «انزين هيّد يا ريال.. وراك مستعجل، بعده في وقت، وراك مكتظ وحاشر نفسك»!
المصدر: الاتحاد