يتناول مقال اليوم النوعين الآخرَين في المجموعة الثالثة من أنواع الشخصيات الـ16، وهما المدافع واللوجستي، المدافع (كود ISFJ)، هو حام مخلص، ولا يتوقف عن الدفاع عن ذويه وأصدقائه، وربما لا نقابل هذا النوع كثيراً، ولكن الحقيقة أنهم كثر، ويصلون إلى 13% من مجموع البشر، ويعملون في مجال الطب والمجال الأكاديمي والعمل الخيري، وقد يكون هذا النوع شرساً جداً في الدفاع عن عائلته وأصدقائه.
يتقبّل المدافعون التغيير بصدر رحب، ويمكن الاعتماد عليهم في أداء المهام، لكن لديهم مشكلة التسويف، حيث يميلون لتأجيل الأمور للحظات الأخيرة، ولكن في النهاية ينجزون ما يجب إنجازه، ويسعون دائماً للتأكد من أن الآخرين يقدرون أعمالهم، لديهم قدرة كبيرة على تذكر الماضي، واسترجاع ما مروا به من مواقف، وكيف تعامل الآخرون معهم.
يسعى المدافع دائماً لتبني القضايا المجتمعية، وعلى الرغم من أن تلك الشخصية تندرج ضمن الشخصيات الانطوائية، لكن في الوقت نفسه لديها قدرة كبيرة على إسعاد الآخرين، والوقوف بجانبهم، ولا تحب أن تكون في دائرة الضوء.
أهم نقاط القوة لدى أصحاب هذه الشخصية الدعم المستمر للآخرين، وإمكانية الاعتماد عليهم، كما يتميزون بالصبر والتفهم، ولديهم مخيلة واسعة، وقدرات ابتكارية وإبداعية عالية، وقوة ملاحظة، ولديهم دائماً حماسة وطاقة كبيرة، بالإضافة إلى مهارات عالية في إصلاح الأشياء، ومساعدة الآخرين.
أما نقاط الضعف لديهم فتتمثل في الخجل والتواضع أكثر من اللازم، مما قد يضيّع حقوقهم، أو يفوّت عليهم بعض الفرص، يأخذون الأشياء بشكل شخصي، فمثلاً لو انتقدت نوع سيارات معين مما يحبونه، فقد يعتبرون ذلك نقداً لهم، ولا يفرقون بين الأمور الشخصية، وأمور العمل، يكبت المدافعون مشاعرهم، ومن الصعب أن يعبروا عن أنفسهم، يمكن أن يؤثروا الآخرين على أنفسهم، ولا يميزون إذا ما كان الآخرون يستحقون ذلك الإيثار أم لا، من أشهر شخصيات المدافعين الملكة إليزابيث.
أما النوع الآخر، وهو اللوجستي، صاحب الكود ISTJ، فهم أيضاً يشكلون 13% من البشر، ويتشابهون في بعض السمات مع شخصية المدافع، إلا أنهم عمليون وعقلانيون أكثر، على الرغم من أنهم أيضاً انطوائيون، يبرعون في الجوانب التنظيمية واللوجستية، ولذلك هم عسكريون ناجحون، وقادة منظمات، يفخرون بإنجاز أعمالهم بدقة، وفي الوقت المحدد، ويركزون جيداً في أداء المهام المطلوبة بحذافيرها، لا يميلون للافتراضات والتخمين، بل يحللون الواقع بصورة دقيقة، ويبنون قراراتهم على المعطيات المتاحة على الأرض.
لا يتحملون ولا يقبلون التردد، ومن السهل أن يتخذوا قراراتهم بسرعة، ويتوقعون من الآخرين تفهم الوضع، والتغيير وفقاً للمتغيرات.
إذا كان هناك موعد لتسليم مهمة ما، وزادت المناقشات مع فريق العمل، يصبح اللوجستي حاداً، ويتخد قرارات انفرادية دون تردد. وفي الغالب يفضل اللوجستيون العمل منفردين، حيث يميلون إلى الاستقلالية والاكتفاء الذاتي.
أهم نقاط القوة، الأمانة، وقوة الإرادة، وتبني المسؤولية، والهدوء والقدرة على اتخاذ القرارات، وفرض النظام.
أما نقاط الضعف فهي، العناد والتعنت الشديد، والحساسية المفرطة تجاه بعض الأمور، مثل التأخر في إنجاز المهام، أو عدم الالتزام بالمواعيد، يلومون الآخرين، ويلومون أنفسهم كثيراً.
المصدر: الامارات اليوم