خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤخراً، في مجلسه العامر أعضاء مركز كارتر المعني بمكافحة الأمراض المدارية المهملة، بشرنا بثمار نهج إماراتي تعود بالنفع على العديد من المجتمعات التي تعاني من تلك الأمراض، حيث أكد سموه أنه «بفضل التعاون مع الشركاء أصبحنا بإذن الله على بعد خطوات من القضاء على«مرض دودة غينيا»، وحيث ينبع «دور الإمارات في مكافحة الأمراض في المجتمعات المحتاجة من نهجها الإنساني وإيمانها بضرورة التضامن في مواجهة مختلف التحديات».
تجيء التصريحات المبشرة من راعي البشارات في نفس يوم اجتماع ممثلي ثماني دول أفريقية في «قصر الوطن» بأبوظبي وتعهدوا فيه بتعزيز جهود الحد من انتشار«مرض دودة غينيا » والقضاء عليه جذرياً بحلول عام 2030. مؤكدين دعمهم «إعلان أبوظبي للقضاء على مرض دودة غينيا»، والذي ينص على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير اللازمة، ليكون هذا المرض المداري، الأول الذي يتم استئصاله بعد القضاء على مرض الجدري خلال عام 1980.
وكان الإعلان قد صدر في ختام «القمة العالمية للقضاء على مرض دودة غينيا 2022» والتي جرى تنظيمها بالتعاون بين«مركز كارتر» و«مبادرة بلوغ الميل الأخير» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتعاون مع عدد من الجهات العالمية.
كان الاجتماع سانحة لاستعراض جهود مبادرات وثمار الشراكات التي عقدتها الإمارات بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد انطلاقاً من إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإيمانه بمد يد العون للمجتمعات والشعوب من دون تمييز ووقايتها من الأمراض لتبني أوطانها وتستفيد من مواردها. ونستذكر أيضاً استضافة الشيخ زايد- رحمه الله- الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في الإمارات منذ أكثر من 30 عاماً، وتفاعل مع مبادرته للقضاء على «مرض طفيلي يؤثر على حياة الملايين في أفريقيا وآسيا»، وتفاعل معها الشيخ زايد بتقديم دعم كبير لمركز كارتر. وبالدعم الإماراتي القوي والشركاء لجهود المركز نجح فريق عمله في خفض عدد الإصابات بمرض دودة غينيا إلى 15 حالة فقط خلال عام 2021 في أربع دول، بعد أن كانت تقدر بنحو 3.5 مليون حالة سنوياً في 21 دولة.
حفظ الله أبوظبي وإماراتنا عاصمة للخير والإنسانية دائماً.
المصدر: الاتحاد