أيام وتزهر شجرة التفاح، وتدلي بعناقيد الفرح على تربة الناس الطيبين.
أيام وتسفر السحابة عن شالها الفضي، وتسهب في النث، والحث، وتقبل وجنات، وخدودا، وتمنح المرايا سحنة البهاء، وتهدي البرايا حلم الوصول إلى الجنات على أديم الأرض.
أيام ودبي تغرد في سماء العالم، بسيمفونية مطلعها أن الشاعر عندما يكتب قصيدته، إنما يرتلها بياضاً على صفحات التراب، لتصبح القصيدة، عشباً قشيباً، تلامسه نسائم البوح، فيصير أنامل تكتب تاريخ وطن، وتسجل ملحمة في الزمن اسمها دبي.. دبي التي روضت الخيل، كما أناخت صهوة الصعاب، وأرخت خيوطا من عناقيد الدهشة على كل منجز، وكل معجزة، هي تلك الفلذة النافذة في ثنيات الوجود، هي المهجة العابرة حدود الذات، متناولة الأطراف والمتون، ذاهبة في الشؤون، والشجون، منصرفة في كل الوقت، واللحظات والثواني في أرجاء المعرفة، مندمجة في تلابيب الحياة، حباً في الحياة، واليوم وقد شارف معرض إكسبو عند باب ونافذة، يطل على العالم بقناديل شوق، ومناديل توق، إكسبو الذي له في ضمير دبي أكثر من حلم، وأكثر من حبر وقلم يغذي السير باتجاه دبي، والحدقة واسعة، والطموحات عند شغاف النجوم، والأمنيات تتحدى أرقاماً لانهائية، ومفردات اقتصاد تبدو في الحياة، من أبجديات الشاعر ومن قاموس لغته الفاتنة، وعندما تلتقي القصيدة، ممسكة بلجام الخيل، تصير دبي الحادي يحدب في فيحاء أرضه، باحثاً عن جملته الحارة، ليكمل آخر بيت في القصيدة، ولكنه كلما أنجز بيتاً، تطلع إلى آخر حتى تصبح القصيدة كالمدى، لا فصول لها، ولا نقطة آخر السطر، وهكذا هو إكسبو يأتي اليوم، محملاً بشعشعة الشموس، ورقرقة الجداول وحنحنة الريح مندمجة مع الشوامخ، ودمدمة الماء تحت جذور الشجر، ورفرفة الرموش وهي منبهرة، مزدهرة بأعطاف الفرح، والشاعر لم يزل يقول هلموا، فدبي ما زالت في بداية الفيض، في أول الغيث، تسبك جدائل الرخاء، وترفع النشيد عالياً، من أجل مستقبل أكثر ضياء، من أجل مشاعر أكثر اتساعاً، من أجل إمارات هي مرتع لغزلان التطور، وجمال الطلعة، وكمال النسق.
إكسبو في دبي مثل ملحمة أسطورية في عهود حضارات جلجلت، وجللت، وبجلت، وسجلت في التاريخ أعظم المآثر.
المصدر: الاتحاد