السلام هو النقيض المباشر للحروب، والاضطرابات، والخلافات السياسية، والتي تودي فوراً إلى معارك تطحن رغيف العمر، وتبذر قمحة الحياة، وتطيح بآمال الشعوب في حياة مستقرة وآمنة، ومستقبل يزدهر بالتطور، والنجاح، وبناء المشروعات التي تخدم الجميع.
دعوة الإمارات لمنع نشوب الصراعات، نابعة من ضمير يعي معنى ما تشعله الحروب من نيران تحرق أكباد المفجوعين، وكراهية تبيد الحلم البشري نحو إشراقات تضيء دروب الأجيال نحو أيام لا تغشيها غاشية، ولا تعقبها فاشية.
اليوم الإمارات تقود النبلاء من بني البشر لإطفاء الحرائق التي تكوي أعشاب الحياة، وتدمر الابتسامة في عيون الأبرياء، وتغرق العفوية في بحار من الحقد، وتجعل من الحياة آنية رثة لا تقبض إلا على فساد الأفكار، وسواد الرؤى، وحصاد لا يقدم سوى أبخس الأثمار.
ما تقوم به الإمارات، وبالذات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، مدعومة من القيادة الرشيدة، لهو المثال والنموذج للعمل السياسي الفطين بأهمية أن نسير معاً نحو المستقبل، وبقلوب نقية من شوائب مخلفات البدائية الأولى، وأن تتكاتف الجهود الإنسانية، من أجل التخلص من تخرصات الانتهازيين، وخرائب الوصوليين، وأنانية متسولي المصالح الذاتية، هذا التكاتف، وهذا التضامن العالمي، كفيل بآن ينقي المياه الضحلة، وأن يصلح العربة المعطوبة، وأن يجعل العالم أكثر عافية، وأكثر وعياً بأهمية التسامح، ونشر ترياق الحب، كبديل قوي لمشاعر الشيفونية، والفوقية التي تسيطر على الكثيرين في هذا العالم.
الإمارات بفضل السياسة الحكيمة، والنظرة الشفافة لما يحدث في العالم، تقف في المنطقة الأخرى من ضفة النهر، وترفع الصوت عالياً من أجل الخروج من مأزق الاصطفافات، الخربة، والتحول إلى عالم واحد تسوده المساواة، والرؤية التعليمية، الممسكة بزمام العلم الناجح، والمتطور، والواعي بأهمية أن تكون سبورة الفصول، بيضاء ناصعة، تشير إلى المستقبل بمسطرة مهندسي الفكر والذين هم قادة الرأي، وهم أصحاب الكلمة الأولى في بناء الأجيال.
الإمارات اليوم تقوم بدور رمانة الميزان في هذا العالم، وهي المعيار الذي يمنع الاختلال في كفتي العلاقات بين الدول.
الإمارات هي المقياس لشريط التواصل بين الدول، وهي الضوء الساطع الذي يمنع عتمة الرؤى، ويكبح جماح الغبار كي لا يمنع الرؤية في عيون الكثيرين.
الإمارات تتطلع دوماً إلى عالم تؤمه فكرة وحدة الوجود، والأمر كذلك بالنسبة لنظرتها إلى الإنسان كونه محور النمو، وجوهر الخروج من نفق العزلة، إلى باحة الانفتاح على الآخر، من دون تصنيف عقائدي، لا تحريف طائفي فوحدة الطموحات تستدعي أن نكون معاً في الحياة، وسوياً في دروبها، حتى نحافظ على وجودنا كبشر وليس كأوطان منعزلة.
هذه هي حقيقة أن نمضي إلى المستقبل، وأن نبني أوطاننا جميعاً، وتحت قبة السماء التي هي سقفنا، وهي مصباحنا وهي فضائنا الذي منه نتنفس، وبه تتسع رؤانا، وتصفو رئتنا.
الإمارات تعمل على هذا النسيج، وتحيك قماشته، بوعي وإرادة حرة، وأمنيات عريضة، بأن يجتمع شمل العالم على رؤية واحدة، ورأي واحد من أجل تحقيق مصالح الجميع، ولجم أفواه ذوي المصالح الضيقة، والأنانية المقيتة.
الإمارات هي هذه الدولة التي أرادها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثره تسير القيادة الرشيدة، المفعمة بحب الحياة، وعشق الإنسانية أجمع.
المصدر: الاتحاد