مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
احتفلت جامعة السوربون في أبوظبي بذكرى اليوم العالمي للمرأة، والذي صادف يوم الخميس الماضي الثامن من شهر مارس، وباعتبارها واحدة من كبريات مؤسسات العلم ذات التأثير الممتد عبر الأجيال والثقافات، فقد دعت الجامعة خمس سيدات إماراتيات للاحتفاء بهن ومعهن بهذه المناسبة.
تنتمي الإماراتيات اللواتي شاركن في الجلسة النقاشية في جامعة السوربون لتجارب مختلفة عملياً، ولحيوات شديدة الثراء معرفياً وفكرياً، لذلك قرر منظمو المناسبة أن تلتقي صاحبات التجربة بالأجيال الجديدة من الشباب العرب وغير العرب، ليتعرفوا على أحد أكثر الوجوه إشراقاً في مجتمع الإمارات: المرأة الإماراتية كقوة تغيير في مجتمع الإمارات وإنجازاتها في مختلف المجالات.
السوربون، المنارة العلمية وجسر تواصل الثقافات هو الأكثر جدارة بتجسير الفجوات والفروقات والمسافات بين الثقافات، ليطل الطلاب عبر جسوره ونوافذه على تجارب جديرة فعلاً بالاقتراب منها والإنصات إليها.
إن تلك المسيرة التي قطعتها تلك السيدات اللواتي تحدثن عن تجاربهن ورؤيتهن وما واجهنه وكيف صنعن تاريخهن لم تكن سهلة، في ظل مجتمع صغير محافظ وبعيد عن نبض المدنية والمعاصرة، برغم ذلك فقد استطاعت جميعهن أن يصنعن تاريخهن الخاص بكثير من الوعي والإصرار، الوعي الذي ولد من رحم الحاجة والمعرفة معاً.
إن تلك النسوة اللواتي تم قمعهن بوحشية عام 1908 في نيويورك يشحذن بلا أدنى شك الذاكرة الإنسانية العامة لصالح حقوق النساء في العالم أجمع، أما تجارب نساء الواقع اللواتي نجلس أمامهن وننصت لتجاربهن الحقيقية، النساء القادمات من لحم وروح المجتمع، فيشكلن دائماً مصدر إلهام حقيقي وقوي خاصة للأجيال الصغيرة التي تحتاج لأن تعرف كيف تغلبت هؤلاء النساء على الصعوبات، وكيف عبرن الأنفاق الضيقة، كيف تغلبن على الصعوبات واحتفظن بعلاقات عميقة وانتماء راسخ لواقعهن ومجتمعهن.
لقد كان وعي الذات أول المعرفة وبداية الطريق ووقود الرحلة الطويلة، لم يكن تحقيق الأحلام سهلاً في أي يوم، ولم تكن مواجهة العقلية المحافظة المؤثثة بالأفكار النمطية للمرأة أمراً عادياً، لكن من يركب البحر فلا يخشَ الغرق كما يقول الشاعر، فلقد قررن ركوب الموجة والذهاب بعيداً بأنفسهن وأحلامهن ومجتمعهن، ولقد نجحن وتألقن بشهادة العالم.
المصدر: البيان