ما إن ينادي المنادي لعمل الخير، حتى تهب رياح الإنسانية في ضمير شعب تربى على عمل الخير، ونشأ على رفع الغمة عن كاهل أي إنسان يعيش على أرض البسطة.
ما إن وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق مبادرة المليار وجبة حتى كانت الهبة الجماهيرية بسرعة نبضات القلوب، وخفة أشرعة السفر إلى آفاق الخير في هذا العالم.
أبناء الإمارات وكل من عاش على هذه الأرض ونشأ على أخلاق وسجايا أهلها، يرون دوماً في الخير السفينة التي تعبر بالإنسانية من مضائق الخطر والضنك، إلى محيطات الحياة السعيدة، وما التضامن مع الآخر، إلا الحبل المشدود من حضيض الأرض، إلى عنان السماء.
هذه هي ثيمة العلاقة بين الإمارات والآخر، علاقة مبنية على عمل الخير، والتضامن، والتكافل، والتناغم في السراء والضراء.
ففي الوقت الذي تشتعل فيه حروب داحس والغبراء في أغلب دول العالم، وفي الوقت الذي تتحدث فيه الضمائر عن الغالب والمغلوب، تذهب الإمارات بالضمير الإنساني نحو جنات التلاحم، وفردوس المحبة، ضاربة بذلك المثال والأنموذج لدولة استثنائية في سياستها، فريدة في علاقتها للقضايا الشائكة، متميزة في تداخلها مع العالم، حيث تبني علاقتها على التكامل، والمصالح المشتركة، ونبذ العنف، واستخلاص النتائج من الحروب التي لا نفع منها سوى تدمير الذات البشري وإنتاج الكراهية، والاعتداء على مستقبل الشعوب، وحرق المراحل بحيث تحويل الحياة الإنسانية إلى غابة موحشة.
هذه هي الإمارات، وهذا هو نهجها في الحياة مستمدة من خصال القائد المؤسس، کیف نبني وطناً، وكيف نصل إلى العالم، وكيف نحمي الإنسانية من براثن الغي والطغيان، والأنانية، والتزمت، والتعنت، والاصطفافات الخرافية، التي لا مردود من ورائها غير هلاك البشري، وتخلفها، وإعادتها إلى عصر الغاب.
زايد الخير طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، هو الكتاب المفتوح الذي منه تنهل سیاسة، الإمارات، وتستقي عبقريتها في الأخذ بزمام التعاون مع الناس جميعاً من دون تصنيف أو تحريف.
قلب الإمارات أوسع من المحيط، وقامتها أرفع من الجبال الشم، الأمر الذي يجعلها ترى العالم ولا تتجاوز حدوده، وتمنحه اليد الطولى في العناق باشتياق.
المصدر: الاتحاد