استلهمت فكرة المقال من الصديق الأستاذ سمير الحفناوي، الذي حدثني عن موضوع استسراع أو تسريع النمو، وهو أسلوب تسويقي طوّرته الشركات سريعة التوسع، لتشجيع نمو الأعمال في وقت قصير، وفي الأغلب يكون ذلك بميزانية محدودة. جوهر استسراع النمو هو التركيز المستمر على النمو، (على النمو فحسب)، باعتباره المقياس الأساسي للنجاح. ويختلف هذا النهج عن التسويق التقليدي، كونه أكثر تحليلاً، وأكثر مرونة، للاستفادة من التسويق الرقمي بشكل مبتكر كما فعلت شركة «مونداي دوت كوم» التي تخطى عدد مستخدميها أكثر من مليون خلال السنة، وقد كان لكتاب «Hacking Growth» أو «اختراق النمو» للمؤلفين «شون إليس» و«مورجان براون» الأثر الكبير في نشر هذا المفهوم وممارساته في تحقيق نمو سريع ومستدام للأعمال، من خلال التركيز على اكتساب العملاء، والاحتفاظ بهم، حيث يؤكد المؤلفان أهمية استخدام البيانات والتجارب السريعة.
تشمل الأساليب الأساسية، أولاً: عقلية تسريع النمو، حيث يكون التركيز على الإبداع والتفكير التحليلي والاستجابة للبيانات بدلاً من ميزانيات التسويق الكبيرة. ثانياً: التركيز على تفاصيل عملية التسريع، حيث يقدم المؤلفان مخططاً تفصيلياً لإجراء تجارب النمو. ثالثاً: التعلم المستمر والتكرار، فتشجيع العملية التكرارية، واستخلاص الدروس من التجارب السابقة يحسّن الاستراتيجيات. رابعاً: الاستحواذ السريع: التقنيات التي تشجع المستخدمين على مشاركة المنتج مع مستخدمين محتملين آخرين، وتشجيعهم على شرائه وبالتالي خفض كُلفة التسويق والبيع، وزيادة الانتشار بشكل كبير، مع تقديم خصم أو عرض خاص في حال أوصى المستخدم، مستخدمين آخرين. خامساً: الاستفادة من البيانات من خلال استخدام التحليلات لاتخاذ القرارات، وقد كانت «فيس بوك» سبّاقة في ذلك، حيث استخدم فريق النمو في «Facebook» استراتيجيات تعتمد على البيانات، لتحسين تجربة المستخدم الجديد، حيث وجدوا أن المستخدمين الجدد الذين يتواصلون مع الأصدقاء خلال الأيام الـ10 الأولى هم أكثر احتمالية، لأن يصبحوا مستخدمين نشطين، ونتيجة لذلك، قام «فيس بوك» بتحسين ميزاته، لمساعدة المستخدمين الجدد في العثور على الأصدقاء بسرعة أكبر.
سادساً: تسويق المحتوى، عن طريق استخدام محركات البحث والمدونات والكتب الإلكترونية ونماذج المحتوى الأخرى، لجذب المستخدمين، حيث تعمل استراتيجية المحتوى الجيدة على تعزيز أداء تحسين محركات البحث. لاشك أن هناك الكثير من الطرق، وكل يوم يأتي بالجديد، المهم أن يتم التطبيق بالآليات المناسبة واستمرارية التعلم.
المصدر: الامارات اليوم