الأوطان تتسابق من أجل حياة أوفر لا يكدرها عوز، ولا يعرقلها شح.
والدولة المتحضرة، هي الدولة التي توفر لأبنائها ما يحتاجونه من غذاء دون الاتكاء على الصدفة.
هذا ما تقوم به الإمارات، وهذا ما تسعى دوماً لأجله، فعندما يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بأن وجود الغذاء والدواء إلى ما لا نهاية، ويبشر شعبه بألا يحمل هماً من هذه الناحية، فهذا يعني أننا نعيش في ظل قيادة آمنت بالحياة الكريمة للإنسان على هذه الأرض، وحرضت كل مقومات الدولة الاقتصادية من أجل تسخيرها لخدمة الإنسان وتلبية حاجاته، ولا شيء أهم من الغذاء والدواء بالنسبة للإنسان، لأن العنصرين مرتبطان بالحياة والإنسان وجد على الأرض ليعيش.
وتستمر حياته من دون منغصات، الإنسان محور الكون وراعيه كما قال الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، فهذه مسلمة وجودية، تعمل القيادة الرشيدة على تنميتها وتسطيرها في سجل العمل الوطني، ونقشها على جدار التاريخ مما جعل المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة – الفاو – تشير إلى أن الإمارات رائدة في تحقيق الأمن الغذائي.
المنطقة من حولنا مرت بظروف، واجتاحتها عواصف سياسية، وعانت الكثير من الدول جراد هذه الخضات العنيفة، ولكن الإمارات عبرت، وتجاوزت المحن، ومرت بسلام من خلال الأمواج العاتية، لأنها محظوظة بقيادة تمسك بالدفة بمهارة الفرسان، وشجاعة النبلاء، ونباهة النجباء، مما جعل من العقبات وسائل جديدة تضاف إلى سجل التجارب التي تستفيد منها الإمارات لخدمة مصالح شعبها، وصناعة مجده، وصياغة حلمه من دون غشاوة، ولا غبش.
منظمة الفاو وضعت الإمارات في الريادة فيما يخص الأمن الغذائي، وهذا يعني أننا ننعم بقوة إرادة، وصفاء وعي فيما يتعلق بمستقبل الأجيال القادمة، وأنها لن يعوزها ما يعوز الآخرين في مناطق كثيرة من العالم.
الإمارات بخير ونعمة، طالما هي في الأيدي الأمينة التي تضع كفوفها راحات تضم مشاعر الأبناء، وتحفظ أحلامهم، وتنمي فيهم سجايا التفاؤل، وتزرع في عيونهم ألوان السعادة. هذه هي الإمارات، وهذه هي أخلاق أهلها، متوارثة عبر سلالات وأنسال، منذ بدء التاريخ.
هذه هي الإمارات تصنع مجد أبنائها من صميم قناعات قيادة تكرس الجهود المضنية من أجل أن تنام العيون قريرة هانئة، والقلوب تترعرع في بساتين السعادة، والنفوس صافية كالأنهار.
المصدر: الاتحاد