سياسة الإمارات الخارجية مبنية على أسس واضحة المعالم ومنصوص عليها في مبادئ الإمارات الخمسين والتي تنص على نهج الإمارات في حماية الاستقرار والتنمية الدوليين واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي. فدولة الإمارات تحترم جيرانها ولا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تتأثر سياستها في مد يد العون والعطاء بأي مؤثرات سياسية أو أيدلوجية.
وهكذا فحين تتحرك الإمارات خارجياً تشد أنظار العالم. فدولة الإمارات لها ثقل دولي واحترام عالمي وهذا يعنى أنها حين تتحرك فإن في ذلك مصلحة السلام العالمي. الخطوات والجهود التي تبذلها الإمارات في سبيل إرساء السلام في العالم مشهود لها. فأينما تحط رحال الإمارات فهناك خير وسلام للبشرية جمعاء.
زيارات رئيس الدولة الأخيرة إلى سلطنة عُمان ومن ثم جمهورية روسيا الصديقة هي ليست زيارات عادية بين رؤساء الدول، بل هي لترسيخ أسس وروابط العلاقات بين الدولة وهذه الدول.
فعُمان جارة ودولة لها علاقات تاريخية متينة مع منطقة الإمارات منذ القدم وتربطها مع الدولة علاقات الأخوة والصداقة والقواسم المشتركة. ولهذا جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للسلطنة في إطار التشاور المستمر والحرص على تمتين هذه العلاقة لمصلحة دول مجلس التعاون جميعها.
أما زيارة رئيس الدولة لموسكو فتأتي في إطار الزيارات الخارجية التي من شأنها ليس فقط تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين، بل سعي الإمارات المستمر للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وإيجاد الحلول التي من شأنها إرساء السلام العالمي. فالعالم يمر في منعطف خطير، وهناك خيارات أخرى غير الحروب كسبيل لإرساء العدل والسلم الدوليين.
فدولة الإمارات منذ تأسيسها تؤمن إيماناً كبيراً بأهمية الحوار والتفاهم لحل الخلافات بين الدول، وأن الحروب ليست هي الخيار الأفضل. ولهذا فإن دولة الإمارات وبما لديها من رصيد قوي من الاحترام والثقل على الساحة الدولية فإنها تفكر في خير البشرية جمعاء.
والإمارات مدركة بأن الحروب سوف تؤثر سلباً على العالم سياسياً واقتصادياً وإيدلوجياً. فليس من مصلحة العالم في هذه الظروف الصعبة التحزب والانقسام إلى معسكرات متحاربة. ولهذا فإن الإمارات تدعم الأمن والسلم الدوليين ورأيها مسموع عالمياً نظراً للثقة التي استطاعت القيادة السياسية بناءها عبر العقود الخمسة الماضية.
العالم يشهد تصعيداً خطيراً انعكس على كل مناحي الحياة وأثر سلباً على الاستقرار والتنمية الدوليين وعلى أسعار الطاقة والتي هي قضية غالباً ما تصاحب التوترات العالمية. وبما أن دولة الإمارات هي دولة منتجة للطاقة فإن الاستقرار الدولي في أسعار الطاقة قضية مهمة ليس فقط لأمن واستقرار الدولة، ولكن لجميع دول العالم. ولهذا التفاهم والحوار والتشاور بين الدول المنتجة والمصدرة للطاقة هي قضية مهمة لاستقرار السلم والأمن الدولي.
إن زيارات رئيس الدولة الخارجية تأتي من حرص دولة الإمارات ليس فقط على تمتين جسور الصداقة مع دول العالم، بل والانفتاح على العالم وإيجاد الحلول السريعة للقضايا المشتركة وتلك التي تؤرق العالم وتؤثر على السلم والاستقرار الدوليين.
وهذه الزيارات لها دلالات كثيرة أولها الثقل الذي أصبحت تتمتع به الدولة على المسرح العالمي، وذاك الاحترام الذي تحظى به دولة الإمارات أينما حلت. وثانياً دولة الإمارات قد خرجت من نطاق المحلية إلى نطاق العالمية في فترة قصيرة من تأسيسها. فحضورها الدولي كبير ومؤثر. وأخيراً، الإمارات كبيرة بتطلعاتها وآمالها وتأثيرها على المسرح الدولي.
إن زيارات رئيس الدولة الخارجية يراها المراقبون الخارجيون فرصة لدعم السلام والأمن الدوليين والصوت الذي يعبر عن الحكمة ولهذا تكتسب الكثير من الاحترام الدولي. وهي محل تقدير من العالم ولا سيما تلك التي تأتي في ظروف مناسبة لخفض التصعيد في الصراعات الدولية.
فإلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارات وتلك الدول تأتي تلك الزيارات في إطار الجهود المستمرة لإيجاد الحلول لقضايا العالم المستعرة. إن العالم ينظر باحترام لجهود الإمارات تلك ويقدر تلك الرؤى التي تحملها القيادة لقضايا العالم الخارجية.
الإمارات التي سوف تحتفل قريباً بالذكرى الحادية والخمسين لتأسيسها إنما تستمر على نفس النهج الذي رسمه لها مؤسسها وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لقب بحكيم العرب فصوت الحكمة في الإمارات يغلب على كل صوت.
المصدر: البيان