تذهب إلى كل مكان تجد الإمارات حاضرة بقوة في ضمير العشاق، تجدها مثل الأنهار تتابع خطواتك، تجدك في قلب الصحراء التي أنجبت زايد الخير تجده على صدور أبنائه الذين أحبهم، فأحبوه، فأضاء اسمه المبارك صدورهم هناك في النمسا، عند الجبال الشاهقة، وعلى ضفاف بحيرة زلامسي، كتب الناس على قمصانهم القطنية (عام زايد)، وعام زايد أعوام من الفخر والاعتزاز والذاكرة المضاءة بذكرى هذا الزعيم الذي جعل عيال زايد مميزين بانتمائهم إلى شخصية تنثر في الذاكرة مآثر الأحلام الزاهية، وتتمدد في المدى كامتداد الأشجار على قمم الجبال العملاقة، كاتساع الأخضرار في مكان من القارات الخمس، وهناك في بقاع الغربة، تجد شباباً في عمر الفراشات البهيجة يرفعون النشيد عالياً، (بأسباب الوطن لبوا نداكم) وعبر الشرفات يأتيك الصوت صداحاً يرتل الكلمات بلغة زايد الاستثنائية، ويتلو عليك جزالة المعاني، وعمق الدلالة، ويروي لك قصة قائد سكن القلوب، وسارت ركابه تخب في فيافي الوجدان الإماراتي بصورة لا مثيل لها في تاريخ الأمم، ولا شبيه لها في حياة الناس تشعر بالتفوق على الآخرين، وتغمرك البهجة، وأنت تسير في الشارع مميزاً كونك تنتمي إلى مشروع زايد الإنساني، المشروع الذي جلل أخلاق أبنائه بالقيم العالية، وتوج ضمائرهم بشيم الناس الأوفياء، والأنقياء، والأتقياء الذين يسيرون في كل مكان وهم مكللون بمهارات الحب، مملؤون بالفرح يفيضون بمشاعر الأنفة والكبرياء الجميلة، فقط لأنهم عيال زايد.
تسمع لهجة إماراتية تحوم من حولك مثل رائحة العطر، فيتسع وعيك بحب الإمارات، وتلهمك العباءة المنسقة حلم العودة إلى موطنك، وطائر يحلق فوق رأسك يستدعيك لكتابة ما تجيش به القريحة، وما تزدهر به الذاكرة من صور في بلاغة التكوين، وتلوين غرف الجمل وأفنية العبارات، ووجدان خليجي عربي يأخذك إلى منازل النجباء يشع بنجوم صحراوية أنقى من عيون الطير، وأصفى من مقل الغزلان، تأخذك سفينة الذاكرة إلى سواحل تعج بمشاهد الدهشة، وتضج بدورة الدماء الزكية على مرابع قوم أحبهم الله، فحبب فيهم الناس، وصاروا أيقونة الزمان والمكان صاروا المثال، والنموذج للعلاقة ما بين القائد وأبنائه، ومن ينال حب الناس باركته الأرض، والسماء، وخلد اسمه الطير، والشجر، وحبات الرمل التي تسير عليها أفئدة المدنفين بحب الجمال، والتعلق بالجلال.
المصدر: الاتحاد