على طريق الأحلام الزاهية تذهب الإمارات وكوريا على جناحي طائر لا يعرف غير المدى، ولا يحلق إلا بمصاف النجوم، ولا يغرد إلا بين موجتين، بياضهما من خلق النقاء، ووشوشتهما من نغمات قيثارة الجمال الإنساني.
اليوم الإمارات أصبحت في العالم خيط الضوء المعقود على منارة الطموحات عالية المنسوب، ومن يقرأ العلاقات بين الدولتين يرى في الأفق شعاعاً يتدفق من رؤى واضحة وصريحة، ويرى أحلاماً تتشكل من فيض إمكانات اقتصادية مذهلة، وما بين الإمارات وكوريا، كما هو ما بين دول الشرق من تاريخ تمتد جذوره في عميق الوجدان راسخة كأنها الدر في لجة البحار، كأنها البريق في عيون الطير، كأنها المدى في ضمير الإنسان العاشق لجمال المعطى، وروعة المنجز ومهارة البذل وجدارة الخطوات باتجاه المستقبل.
الإمارات وكوريا بلّورتان في المحيط الإنساني، وسحابتان تحملان فجر المطر لأجل عشب الحياة لأجل إنسان يتطلع دوماً إلى حياة بصرها السلام وبصيرتها المحبة.
الزيارة الميمونة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى كوريا هي ميلاد لعالم جديد، وفجر لأشعة شمسية أهدابها من ذهب العلاقات الشفافة واللقاءات البناءة والشراكات الناضجة نضوج الأقمار في السماء.
كوريا اليوم نجمة الشرق الآسيوي والإمارات نافذة الشرق الأوسط إلى العالم، الإمارات المدى والمد والامتداد ومداد القلم التجاري، الإمارات الراحة والاستراحة وباحة العمل الاقتصادي، تهفو إليها الأفئدة، وتصبو العقول لأجل علامة تجارية تتميز بالرزانة والأمانة وسبر الوفاء لأمّنا الأرض، أرضنا الطيبة التي هي بحاجة إلى أيدٍ وفية تصون تاريخها، وتحفظ منجزاتها، وتؤمن خلودها، وتؤكد فضلها على البشرية، وتثبت حضارتها وتوثق تاريخها بحبر القلوب وقلم الضمائر الحية المخلصة الصادقة الأمينة على الحضارة الإنسانية.
في هذه الزيارة إطلالة مشرقة على الحياة، وهي الرد الفعلي والمباشر على كل أعداء الحياة وكل المنقبضين وكل الذين أصبحوا رهائن للغضب والكراهية.
الإمارات اليوم تقدم دروساً في المحبة وتضامن الشعوب إذا ما تحرروا من الضغائن وتخلصوا من شبكات الحقد العنكبوتية، فبالحب وحده تحيا الشعوب، وبالحب تنمو أشجار الحياة، وتتفرع أغصانها وتخضرّ أوراقها.
عندما نقرأ تاريخ بلادنا نرى أن ما بين السطور وما فوقها وما تحتها وما في المضمون والمحتوى، هناك قيم زايد الخير تسري في عروق كل الخطوات، وعلى أثرها تمضي القيادة الرشيدة بثبات وثقة، وتحقق الأمنيات بكل صرامة وحزم وجزم، وثقافة الإمارات التي أشادت بها فتاة كورية، وهي تعتز بمنجز الإمارات هي التي تجعل من بلادنا قاموس محيط يتعلم منه البشر أبجدية العطاء ومفردات العلاقة الصحية، ومن دون رتوش أو خدوش تاريخية.
مسيرة مطوقة بأهداف سامية وطموحات مزينة بمخمل القدرات العقلية المبهرة، مسيرة أبطالها رجال عاهدوا الله بأن تكون الإمارات موطن السلام والأمان، وقد عبر الكثيرون من أبناء كوريا عن مشاعرهم تجاه هذا المعطى الفريد، وكانت الابتسامة تسبق الكلمات، وهذا ما نعتز به نحن أبناء الإمارات عندما نسمع مثل هذا الإطراء العفوي، وهذا الثناء البدهي.. فشكراً للذين يعطرون حياتنا دوماً بكرامة وشهامة، ويمنحون مشاعرنا فيض الجمال ورونق الإطلالة على العالم.
المصدر: الاتحاد