سياسة دولة تقوم على مفهوم الإنسان أولاً، الإنسان الجوهر ومحور العملية التطويرية في مختلف ميادين الحياة.
اليوم وبعد خمسين عاماً، تنبري الدولة عن فريق عمل واحد تقوده الحكمة ويرتب تفاصيله الوعي بأن نكون في المقدمة، ولكي نحقق ذلك نحتاج إلى إنسان صحيح معافى من حمى الحاجة وحرقة العوز.
وتستمر الدولة في تطوير الرعاية الصحية المتكئة على أبلغ الوسائل التكنولوجية الصحية، تقودها كوادر من هذا الوطن، هذه الكوادر التي تشبعت من أعلى مستويات العلم في الشؤون الإدارية والصحية، بحيث أصبح الإنسان اليوم لا يشكو نقصاً ولا تقصيراً في أهم الوجهات التي تنظم حياته الصحية وتعتني بها وترعاها وتحميها من الخلل ومن الزلل.
المستشفيات اليوم تنتشر كما هي أشجار النخيل والمصحات، والعيادات الخاصة تنثر عبير خدماتها على مدار الساعة اليومية وببطاقة تزهو بعلم الإمارات يستطيع المراجع أن يتم غرضه من دون تعب ولا مشقة، وتصرف هذه المؤسسات الصحية أثماناً باهظة لأدوية الأمراض المزمنة وعلاجها يكلف مبالغ طائلة، والدولة مستمرة في العطاء الجزيل، مسهبة في تمهيد الطرق لصحة وعافية يتمتع بها إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة من أجل أن تستمر النهضة وتسمق الحضارة وتزدهر شوارعنا بمنارات شاهقة تجمع كل أسباب التقدم في مختلف الميادين والمجالات.
اليوم تسير في شوارع الإمارات تبهجك هذه الابتسامة السخية لكل معالمنا الحضارية، وتسعدك هذه الوجوه المشرقة لصروح علمية صحية شيدت من أجل الإنسان، ورسخت أعمدتها لكي تستمر البهجة على وجنات الناس أجمعين.
إيمان راسخ من قيادتنا الرشيدة بأن صحة الإنسان هي عافية لبدن الوطن، وأن إشراقة وجه إنسان صحيح معافى هي مصباح منير يضيء وجه الوطن.
الإمارات متألقة بفضل أناقة فكر قيادة أمسكت بلجام المرحلة، وسارت بوثبات مباركة جعلت الفرحة مكاناً شاسعاً في قلوب الناس، وشذبت مشاعر الناس، ودوزنت حلم النهضة بجدارة لا يشبهها إلا هي، والإمارات في المشهد العالمي هي النموذج الذي يحتذى به، وهي المثال الذي تقتدي به شعوب العالم؛ لأن الخطوات هنا بدأت بأفكار أنقى من عيون الطير، وأصفى من قطرات المطر.
ليس في المجال الصحي فحسب، فنحن اليوم لمجرد إبراز البطاقة الصغيرة والأصغر من حجم كف اليد، تستطيع أن تنجز أصعب المهام وأعقد المعاملات؛ لأن التقدير العقلي استطاع أن ييسر كل الخطوات، ويسهل كل المنجزات، ويحقق للإنسان مطلبه في حياة تفيض بالسعادة ورخاء المعنى وثراء المغزى.
هذه سيرة وطن حباه الله بقيادة تعمل على بسط السعادة كسجادة حياة ينعم بها الإنسان المواطن والمقيم على حد سواء؛ ولذلك فالإمارات اليوم مهبط الطيور المهاجرة ونصب عين كل من يبحث عن الحياة الهانئة.
المصدر: الاتحاد