أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أوزبكستان، عن إطلاق مرحلة جديدة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي، لتشمل مجالات الاقتصاد والصناعة وحاضنات الأعمال.
وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عام من الشراكة التي شهدت تطورا في العلاقات بين البلدين الصديقين منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي في إبريل 2019، بهدف تعزيز تبادل المعرفة والخبرات والتجارب الناجحة، وتطوير القدرات البشرية، وتبني أفضل الممارسات في العمل الحكومي، وإطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة بالاستفادة من تجربة حكومة دولة الإمارات.
جاء الإعلان، خلال اجتماع ثنائي “عن بعد”، عقده معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ، مع معالي سردار عمرزاقوف نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار والتجارة الخارجية في جمهورية أوزبكستان، بحثا خلاله مستجدات الشراكة الاستراتيجية، وسبل تعزيز الجاهزية الحكومية لاستباق التحديات المستقبلية، والخطوات المقبلة في مسيرة التعاون.
حضر الاجتماع .. معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، والدكتور ياسر النقبي مساعد المدير العام للقيادات والقدرات الحكومية في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، وعدد من المسؤولين في حكومة أوزبكستان.
وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي أن توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان الصديقة لتشمل مجالات جديدة في الاقتصاد والصناعة والسياحة، من خلال تطوير الإمارات 147 مبادرة للتحديث الحكومي في أوزبكستان، يؤكد نجاح نموذج التعاون الثنائي المثمر، وعمق العلاقات بين البلدين وقيادتيهما، الذي انعكس في العديد من الإنجازات خلال أكثر من عام من الشراكة الفاعلة، إذ تواصل الدولتان ترسيخ نموذج عالمي في التعاون الحكومي يعود بالخير على الشعبين الصديقين.
وقال محمد القرقاوي إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، تلتزم نهجا هادفا لبناء مستقبل أفضل للمجتمعات وتعزيز مسيرة التنمية العالمية، من خلال ترسيخ نموذج عالمي للتعاون والشراكة وتبادل الخبرات مع كافة دول العالم.
وأشاد وزير شؤون مجلس الوزراء، بجهود فرق العمل المشتركة من دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان، التي تعمل بشغف وبروح الفريق لتنفيذ محاور الشراكة الاستراتيجية، رغم ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19″، إذ لم تتوقف الفعاليات والأنشطة التدريبية، بعدما ابتكر القائمون عليها أساليب خلاقة تضمن استمرارها بكل كفاءة.
من جهته، أكد معالي سردار عمرزاقوف أن دولة الإمارات أثبتت نجاح نموذجها الحكومي في الاستعداد لمختلف التحديات المستقبلية، ووضع حلول مبتكرة وتحديد الفرص الجديدة التي يمكن من خلالها تطوير عملها وتوسيع مجالات الاقتصاد لديها، والارتقاء بقدراتها الحكومية، مشيراً إلى أن حكومة جمهورية أوزبكستان تمكّنت من خلال الشراكة من بناء قدراتها المستقبلية وإطلاق استراتيجيات شاملة تعزز جاهزيتها.
وثمّن حرص حكومة دولة الإمارات على مشاركة خبراتها في التحديث الحكومي التي جعلتها من أكثر الدول استعداداً للمستقبل، مشيداً بالإنجازات النوعيّة التي حققتها الحكومتان في إطار الشراكة، وبمواصلة الفرق المشتركة العمل في ظل الأزمة الصحية العالمية، لضمان استمرارية العمل الحكومي وتعزيز جاهزيته للمتغيرات، ولترسيخ العمل المشترك لإنجاز المزيد من المبادرات.
وتطرق الجانبان إلى إنجازات الشراكة بين البلدين على مدى عام كامل، التي شملت تدريب أكثر من 2094 موظفاً في حكومة أوزبكستان من خلال تنظيم 59 ورشة تدريبية بواقع 34 ألف ساعة تدريبية، بمشاركة 60 مدرباً، وعقد أكثر من 110 اجتماعات بين فرق العمل في البلدين.
واستعرض معالي محمد القرقاوي ومعالي سردار عمرزاقوف، أبرز الفعاليات المشتركة المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة التي تشمل الاحتفاء بالفائزين في مبادرة التطبيقات الحكومية من طلبة الجامعات الأوزبكية الهادفة إلى تأهيل أكثر من 300 ألف طالب في 100 جامعة، لتصميم تطبيقات ذكية للخدمات، كما تتضمن الفعاليات أيضا الاحتفاء بالفائزين بجوائز مبادرة “مليون مبرمج أوزبكي” التي توفر برامج تدريبية وشهادات دولية في مجالات البرمجة، إضافة إلى تنظيم “منتدى القيادات النسائية” في أوزبكستان.
وتشمل الشراكة الاستراتيجية الموسعة بين دولة الإمارات وأوزبكستان، 25 محوراً تتضمن 147 مبادرة في مجالات التحديث الحكومي، إذ تمت إضافة ثلاث مبادرات للتعاون في المجال الاقتصادي، ومبادرات في مجال الصناعة وحاضنات الأعمال.
وتهدف توسعة مجالات التعاون لتشمل القطاعات الاقتصادية والصناعية إلى زيادة نسبة صادرات الأغذية من الفواكه والخضروات من أوزبكستان إلى دولة الإمارات، وجذب الاستثمارات الإماراتية التي تشمل الشركات المختصة في مختلف الصناعات لفتح فروع ومصانع لها في أوزبكستان، وتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي في أوزبكستان والاستفادة من تجربة دولة الإمارات في هذا القطاع سريع التطور، والعمل على زيادة معدلات التدفق السياحي بين البلدين.
ويقوم بتنفيذ المبادرات المرتبطة بالمجالات الاقتصادية والصناعية والسياحية من الجانب الإماراتي كل من وزارة الاقتصاد ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والشركات الصناعية الوطنية ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي والجهات السياحية المحلية في الدولة.
الجدير بالذكر أن حكومة دولة الإمارات وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية في التحديث الحكومي مع حكومة جمهورية أوزبكستان في أبريل 2019، بهدف تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتبني أفضل الممارسات في العمل الحكومي، تتضمن إطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة بالاستفادة من تجربة الإمارات في مجالات المسرعات الحكومية والجودة والخدمات والتطبيقات الذكية والاستراتيجية والخطط الوطنية، والأداء، والابتكار الحكومي، وبرامج القيادات وبناء القدرات، والبرمجة، ومستقبل التعليم والاقتصاد، والتنافسية العالمية وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها.
المصدر: البيان