عند هامة الشوق الإنساني، تجد الدبلوماسية الإماراتية نفسها في حلم السلام، في بلد كان زايد الخير، طيب الله ثراه، نبه إلى مكانته في عالمنا العربي، وتوجه إليه بمد اليد، لشعب عانى الكثير وقاسى شظف العيش، وظمأ الحياة، حيث كان لإعادة بناء سد مأرب، الوادي ذي الزرع، يروي عطش إخوة لنا في الدم والجوار، الأمر الذي يجعل مساعي الإمارات في إعادة بناء الثقة بين أهل اليمن، الطريق الأوحد الذي تطرقه الإمارات، من يمن سعيد ينعم بالسلام، ويرتع على أرض بلقيس، بما يدخره هذا البلد من تاريخ زاخر بالخيرات الطبيعية، والثروات البشرية ولا ينقص اليمن إلا قناعة أهله بأنه لا بديل للسلام لكي يعيش الجميع بأمان، وما الحروب إلا مخالب الشيطان، تضع بصمات السوء على جسد الأوطان، كما أنه مهما لعبت الأفكار الشريرة في الناس، فإن في العنف لا غالب، بل الجميع مهزومون، والجميع يفقد قدرته على استعادة إنسانيته التي فضلها الله على جميع مخلوقاته.
وكما قال الفيلسوف الألماني، إن الإنسان «راعي» الكون، ومسؤولية الحفاظ على مقدراته، هي مسؤولية الجميع، ولا مجال للإنسان أن يخضع للنفس الإمارة، أو يركع لمخططات من لا يخبئ للآخرين غير النوايا السيئة وسوء الحال، والمآل.
اليمن بحاجة إلى التوافق، وكسر حاجز الشك، والتحرر من التصنيفات العشوائية، أكثر من أي وقت مضى، وقد رأينا ليبيا كيف تغيرت فيها الأحوال، لما عصفت بها كارثة السيول، فسرعان ما تلاشت الضغائن، وانتصر العقل، وتعاضد الأشقاء من أجل دفع الشر، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أنياب الخطر الذي هشم، وحطم وتدمر وشرد، وقبل ذلك أزهق الأرواح.
فقد يختلف الأشقاء، ولكن لا يجب أن لا يفسد الخلاف الود، والوشائج التي تجمع بين الأخ وأخيه.
وهذه هي سياسة الإمارات، تزرع الحب لتحصد الثمار الناضجة، ولا شيء غير الحب، يبني بيوتاً أعمدتها من مشاعر الحب، وملكات الوعي بأهمية أن نكون معاً، وضرورة أن تسير باتجاه الوطن، ولا اتجاهات أخرى تنير الطريق لاكتشاف الأحلام الزاهية.
دبلوماسية الإمارات، تعمل جاهدة وتبذل كل مساعي الخير، من أجل إسعاد الأشقاء في اليمن وسائر أنحاء العالم من أصدقاء، بقناعة من القيادة الرشيدة، بأن السلام هو الطريق الوحيد للنهضة العالمية، وهو السبيل لكبح مشاعر الضعف والهوان، وتضعضع الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والتي بدورها تؤدي لتدمير الحضارة الإنسانية، وتقضي على آمال الشعوب والحفاظ على طموحاتها وصون تطلعاتها.
هذه هي حقيقة ما تؤمن به الإمارات، وما تتطلع إليه من عالم خالٍ من كربونات الحروب، ومن غازات الكراهية السامة.
المصدر: الاتحاد