كاتب سعودي
وزارة التجارة تمارس دورا مهما الآن من خلال البطاقات الملزمة لشركات ووكلاء السيارات بالتعريف عن كل سيارة واستهلاكها للطاقة “الوقود” لكل سيارة، وهذا مميز وجيد في تحقيق وفر الطاقة الناضبة لدينا، وايضا تكون استرشادا للمستهلاك لكي يحقق وفرا مهما ويتجه للشراء “بالمتوسط” للسيارات ذات الكفاءة العالية، ولكن هل هذا يكفي بتحقيق الوفر للطاقة؟
لا شك أنه لا يكفي، فلا زال هناك “التهريب” للوقود لدينا ولا يمكن حصر مقدار هذا التهريب قليلا أو كثيرا ولكنه موجود، وهذا يحتاج عقوبات مغلظة وقانونا خاصا به يفصل في المهربين لثروة كبيرة مدعومة من الدولة، أيضا انخفاض اسعار الوقود برأيي هو العامل الرئيس في التشجيع على هدر الطاقة والوقود فلتر بنزين أرخص من لتر ماء في بلاد صحراوية تعاني من شح الماء، وهذا يحتاج إعادة نظر “بشرط” توفر البديل في النقل، رغم كل العواطف الجياشة والحساسية بأسعار الوقود لكن يجب إعادة النظر به لا شك، وهذا ما قاله أيضا البنك الدولي ومحافظ مؤسسة النقد مؤخرا، أيضا الكهرباء الطاقة يجب أن يعاد النظر في الاستهلاك من خلال إيجاد بدائل “طاقة” للكهرباء مستقبلية مثل الطاقة الشمسية، أو الرياح أو غيرهما ويجب أن يكون هذا هدفا استراتيجيا مستقبليا ل 50 سنة قادمة للمملكة، فالنفط هو الوقود الأساسي لها سواء غاز أو غيره، والنمو السنوي يقارب 8% وهذا كبير جدا في دولة كبيرة المساحة وعالية النمو سكانيا.
نحتاج النظر في استهلاك الطاقة بكل الأوجه التي نقوم بها، فالاستهلاك عال جدا كمعدل للفرد مقارنة بدول صناعية او متقدمة، وهي الثروة الأساسية لدينا في تمويل الموازنة وما تساهم به، ويجب الحفاظ عليها لأطول مدة زمنية متاحة، وهذا ما يعني أن نبحث عن “الوفر” والبدائل، الطويلة الأجل والمستدامة، وهذا يحتاج قرارات قد تكون غير معتادة مثل إعادة التسعير له “بشروط” ومراعاة للدخل الأقل وتوفر البديل ونكرر ذلك كثيرا، وإيجاد البدائل التي تولد الكهرباء وهي مستهلك كبير وينمو بنهم كبير سنويا، وهذا أهم عاملين نحتاج مراعاة ذلك مستقبلا، فرخص الطاقة يشجع على الاستهلاك العالي، وحتى اصبحت شوارعنا تختنق بالسيارات التي تستورد سنويا ما يزيد على 700 ألف سيارة، ومع شروط التمويل الميسرة للتقسيط وشراء السيارات اصبحنا نشاهد شوارعنا تحولت لمواقف من الزحام في ظل انعدام للنقل العام، والذي نعول عليه الكثير مستقبلا مع المشاريع التي هي تحت البناء والتشييد.
الحلول يعمل عليها ونتأمل الكثير منها، ونحتاج الحلول المستدامة التي تحقق وفرا للطاقة، وتنقذ شوارعنا ومدننا من الاختناق فهي تصعب أكثر سنة بعد سنة، وهذا ما أعتقد أننا سنراه مستقبلا، والمنتظر كثير بحول الله.
المصدر: الرياض أون لاين
http://www.alriyadh.com/1024908