إعلامي سعودي
هذا السؤال «المحتار» عن حجم قوة المعارضة السورية المنضوية تحت علم الجيش الحر يبين مدى الغموض الذي يكتنف الوضع، وسهولة الدعاية على الجانبين، فالنظام السوري يروج بأن المعارضة تفتتت وقضي عليها، والطرف الآخر أعلن أمس أنه يعيد ترتيب وضع 60 ألف مقاتل ينتمون للجيش الحر.
والمؤكد أن الدعم الغربي تناقص، حيث ذكرت صحيفة «وول ستريت» أن الدعم الأميركي العسكري للمعارضة السورية تراجع، ولم تعد تعطي سوى 16 رصاصة فقط لكل مقاتل. ووزارة الخارجية الأميركية قالت: «قمنا بتسليم ما تقرب قيمته من 2.7 مليون دولار من الإمدادات للمعارضة المعتدلة، شاحنات ماء، ومعاول زراعية ومولدات كهرباء، وبطانيات، وأكثر من 17 ألف سلة غذاء».
رغم هذا الشح، فإن الجيش الحر، والمعارضة المعتدلة السورية عامة تستحق التقدير لصمودها رغم تناقص الدعم لها، ورغم التضييق عليها حيث لم يعد مسموحا لها بالتحرك كثيرا في الشمال السوري. فقد أصبحت هدفا دائما لتنظيم جبهة النصرة المتطرف، وفوق هذا قامت تركيا أيضا بالتضييق على الجيش الحر وقياداته، ربما نتيجة الضغوط الخارجية.
ورغم الضيق والتضييق فإن الجيش الحر يكاد يبسط نفوذه بشكل شبه كامل على جنوب سوريا، في درعا وما جاورها، مع أن معظمهم لم يتسلم رواتبه منذ أشهر. ويقول اللواء سليم إدريس، وزير الدفاع في حكومة المعارضة، إنهم بدأوا في توحيد الفصائل والفيالق، وتشكيل جيش موحد يضم 60 ألف مقاتل. وهو يراهن على أن العالم سيجد أن خيارهم الوحيد لمواجهة «داعش» هو إسقاط النظام السوري ودعم المعارضة المعتدلة التي تمثل الشعب السوري بأديانه ومذاهبه وعشائره. وهو رأي يوافق عليه بعض السياسيين والمشرعين الأميركيين حول كيفية مواجهة أخطار تنظيم «داعش» التي تهدد العالم. ويقول أحد أعضاء لجنة الشؤون الدفاعية في مجلس الشيوخ: إن «على الحكومة الأميركية دعم الجيش الحر لأنه الخيار الوحيد. ورغم التردد في دعم (الحر) فإن قيادته قادرة على تغيير رؤية دول المنطقة المؤيدة للشعب السوري، وتغيير رؤية الدول الغربية المتشككة، إذا استطاعت فعلا إعادة توحيد الجيش الحر المتفكك، ونجحت في توحيد صفوف قياداتها العسكرية على الأقل، لأن الزعامات السياسية المتنافسة والمتناحرة ليست بتلك الأهمية في هذه المرحلة الصعبة».
المصدر: الشرق الأوسط
http://www.aawsat.com/