أعلن الجيش الليبي استعادة السيطرة الكاملة على آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة سرت واستسلام آخر مقاتلي التنظيم المتطرف بعد انهيار مقاومتهم في المدينة.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات الليبية إن وحدات الجيش تدعمها الضربات الجوية الأمريكية سيطرت بالكامل على حي الجيزة البحرية الذي تحصن فيه آخر مقاتلي «داعش» ، وهي تقوم حاليا بتمشيط المنطقة وتأمينها.
وتم تحديث صورة الغلاف على صفحة «عملية البنيان المرصوص»، وهو اسم العملية العسكرية في سرت، على موقع «فيس بوك»، ونشرت صورة لجنود يرفعون شارة النصر، مع عبارة «انتصر البنيان وعادت سرت». وأوردت الصفحة «انهيار تام في صفوف الدواعش والعشرات منهم يسلّمون أنفسهم لقواتنا».
وانطلقت العملية العسكرية في 12 أيار/مايو، وحققت القوات الحكومية تقدماً سريعاً في بدايتها مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) المطلة على البحر المتوسط.
لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة إلى حرب شوارع وقتال من منزل إلى منزل.
وفي وقت سابق اكد مصدر عسكري بغرفة عمليات «البنيان المرصوص» أن 30 من عناصر تنظيم «داعش» سلموا أنفسهم، بينهم ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم من جنسيات مختلفة.
وأضاف المصدر العسكري أن عنصرين آخرين فجّرا نفسيهما لدى خروجهما بحزامين ناسفين، الأمر الذي أسفر عن مقتل أحد أفراد «البنيان المرصوص».
من جانبه قال الناطق باسم القوة الحكومية، العميد محمد الغصري، إن قواتهم عثرت على بعض عناصر «داعش» مذبوحين في أحد المنازل، مشيراً إلى تصفية عناصر التنظيم لبعضهم بعضاً.
وأضاف أن قواتهم أنقذت 47 مدنياً ما بين نساء وأطفال، بعد أن تمكنت تسع نساء و32 طفلاً من الخروج من الممرات الآمنة.
وتشكل خسارة سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس ضربة جديدة للتنظيم بعد الهزائم التي مني بها خلال الأشهر الماضية في العراق وسوريا.
وتسببت المعارك لاستعادة المدينة التي اتخذ منها المتطرفون معقلاً وحاولوا التمدد خارجها، بمقتل 700 شخص وإصابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح في صفوف القوات الحكومية. وخلال الأيام الماضية، دعت قوات حكومة الوفاق النساء والأطفال إلى الخروج من مناطق المعارك.
وشكلت سرت وهي مسقط رأس القذافي وتقع على بعد نحو 300 كلم فقط من أوروبا قاعدة خلفية للتنظيم استقطبت المقاتلين الأجانب الذين جرى تدريبهم على شن هجمات في الخارج، ما أثار مخاوف في الدول الغربية.
ومن شأن التخلص من الخطر الجهادي أن يفسح المجال لحكومة الوفاق أن تنصرف إلى معالجة مشاكلها الأخرى الكثيرة.
على صعيد متصل، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أشرف الثلثي أن تكليف وزير للمالية ووكيل للوزارة يأتي تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في مؤتمري لندن وروما لمعالجة الاختناقات المالية التي يعانيها المواطنون والانخفاض في قيمة الدينار الليبي بالاتفاق والتنسيق مع مصرف ليبيا المركزي. وكشف الثلثي عن تشكيل لجنة من قبل المجلس الرئاسي لدراسة وتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني العامة والممتلكات الخاصة بالمواطنين في منطقة الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس مؤخراً.
المصدر: الخليج