رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
ثورة الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، أو ما يعرف بالـ«5G» المقبلة، شيء يفوق الخيال، وباختصار شديد فإن كل ما يشهده العالم اليوم من تطور في مجال الهواتف الذكية، هو بالضبط لا شيء مقابل ما ستقدمه هذه التكنولوجيا الجديدة، وخلال فترة زمنية قريبة جداً، لا تتعدى سنة أو سنتين من الآن!
هذا ما بدا واضحاً في المؤتمر العالمي للهواتف المتحركة، الذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية، نهاية شهر فبراير من كل عام، ومن خلاله تعرض أكثر من 2400 شركة من مزودي خدمات الاتصالات، وشركات التكنولوجيا المشهورة، أحدث وأغرب منتجاتها التي ستطرحها في الأسواق قريباً.
هذه الدورة من المعرض كانت السيطرة التامة فيها لتقنية الجيل الخامس، وأبرز استخداماته في كل الأجهزة التي تمس جميع جوانب حياة الإنسان، وليس الأمر مرهوناً بهواتف ذكية واتصال، وإرسال «مسج» أو فيديو أو بيانات، بل هو أكبر من ذلك بكثير، فهذا الأمر البسيط يمكن اعتباره شيئاً من الماضي المُضحك، والقادم الآن هو التفاعل والتفاهم بين الإنسان والأجهزة المختلفة، وبين الأجهزة بعضها بعضاً عبر تقنية الـ«5G»!
البطاقة الذكية أو «التشيب» هي محور التقنية المقبل، وهذه البطاقة الذكية الصغيرة جداً، هي حلقة التواصل بين الإنسان والأجهزة عبر «إنترنت الأشياء» الذي سيحول جميع الأجهزة وجميع المعدات إلى أشياء ذكية، تعمل وتتواصل وتنفذ رغبات الإنسان بدقة وحرفية عالية، وفي جميع أماكن ومجالات الحياة، في المنازل والمزارع والمستشفيات وحتى في الثلاجات والقمصان والبناطيل!
كل شيء قابل للتواصل عبر البطاقات الذكية، ومن المتوقع أن يصل عدد الأشياء التي ستعمل بهذه البطاقات إلى 25 مليار شيء، مع حلول عام 2025، وهذا العدد يفوق أعداد البشر بثلاثة أضعاف تقريباً، وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً سيكون هناك مليار جهاز يعمل بهذه البطاقات عن طريق إنترنت الأشياء، وإنسان اليوم الذي يحمل بطاقة أو بطاقتين في هاتف أو هاتفين نقالين، سيضطر مع حلول ثورة الجيل الخامس إلى أن يتعامل مع أكثر من عشرين بطاقة، ليتواصل ويتفاعل ويتلقى المعلومات من الأجهزة التي تحيط به في كل مكان!
الروبوتات وإنترنت الأشياء ثورة مقبلة ستُغيّر وجه البشرية، والروبوت المستقبلي في المستشفيات، على سبيل المثال، قادر على فحص المريض بدقة تفوق دقة 12 طبيباً بشرياً، وبسرعة فائقة، والأجهزة بالبطاقات الذكية تستطيع تنظيم الزراعة في حقل كبير جداً بشكل مُذهل، حيث تستطيع إيصال المياه والأسمدة لكل نبتة حسب احتياجاتها، وجهاز آخر يستطيع تنظيم العمل في خلية النحل، ويستطيع التعرف إلى حالة كل نحلة ومدى فاعليتها أو حتى مرضها، هذا بخلاف السيارات ذاتية القيادة، والطائرات والقطارات، شيء لا يمكن تصوره أو تخيله، لكنه سيتحول إلى واقع عملي قريباً جداً!
المصدر: الإمارات اليوم