للإمارات في العالم حضورٌ كأنه لمسة النجم على جبين الوجود، كأنه وعي العبقرية بأهمية الحياة، كأنه تشابك العناقيد في القمم الشم.
هذه السمات وهذه الخصال وهذه السجايا لم تبرز من فراغ، وإنما هي نتيجة تلقائية للجهود التي تبذلها القيادة من أجل فتح النوافذ على الأفق والإطلالة على العالم، والنظر إلى شكل الكرة الأرضية وهي تستدير على البشرية، كأنها الذراع المومي، وتلثم خد الأبناء بحرارة فطرية، وهكذا تمضي الإمارات بخيالها الواسع وقدرتها الفائقة على التصوير وسبك خيوط الحلم من ذهب الفكرة العبقرية.
هكذا تفكر القيادة لأجل ترسيخ مكانة الدولة في المخيلة الكونية وتثبيت علاماتها البارزة عند كل مشهد من مشاهد البوح العالمي.
اليوم تبدو الإمارات في العالم قارة تضم مشاعر الناس أجمعين وتحيط بمعضلات عصرهم وما تعرقل من خطواتهم وهم في الطريق إلى المستقبل.
اليوم الإمارات تقوم بدور الدوزنة وتشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء وتهذيب خلق الحضارة الذي اعترته قشعريرة التهور، ولأن الإمارات ترتكز على مثل البناة المؤسسين فهي قادرة على تقديم النموذج في الحضور السامي، قادرة على القيام بدور قيادي يحترم علاقاته مع الآخر ومن دون إفراط ولا تفريط.
عندما نقرأ الحركة الدبلوماسية الإماراتية نشعر بالفخر والاعتزاز بأن لدينا قيادة شابة واعية تدير حركة الدورة الدموية في جسد السياسة بإتقان واتزان وأمان مما يجعل العالم يتوافد إلى بلادنا بشغف الذين يحلمون بسخاء الغيمة ورخاء النجمة.
هذه قيم أصبحت راسخة في الضمير الإماراتي كما أنها مرسومة على جبين عشاق مسيرة الإمارات الدبلوماسية وهو الأمر الذي سجل الحضور القوي والطاغي والسطوع في زوايا الأرض وجهاتها الأربع.
هكذا يرى العالم الإمارات وهكذا يجلها ويقدرها بما لديها من إمكانات لقيادة اقتصاد عالمي يقوم على التعاضد والتعاون والتضامن والنهوض بالحضارة البشرية والارتقاء بها بحيث تصبح قاعدة عريضة ومتماسكة ورصينة تخدم طموحات البشر جميعاً وتلبي تطلعات الشعوب نحو مستقبل مشرق وحياة تزدهر بالرخاء ورفاهية العيش السليم.
وجود ملايين السياح والزوار والمقيمين الذين يعطلون على أرض الإمارات كطيور تبحث عن الاستقرار والأمان، دليل على هذه المكانة الرفيعة التي تبوأتها بلادنا، كما أن وجود الآلاف من الشركات والمؤسسات العالمية يؤكد مدى ما للإمارات من قدرة على استيعاب هذه المكونات الاقتصادية العملاقة وهي ترسخ أقدامها على الأرض مطمئنة آمنة على مشاريعها من أي هزات أو رجات تعرقل نشاطها الاقتصادي.
وبهذا نستطيع أن نقول بثقة إن الحلم العالمي بات موطنه الإمارات وصار ظله الدافئ هذه الشجرة العملاقة وهي الإمارات.
فشكراً للذين يلونون مشاعر العالم بالفرح والازدهار.
المصدر: الاتحاد