كاتب إماراتي
– يا أخي.. في أحد من الناس تقول: «قد سمعته يسعل، وإلا يشتكي من بلغم، وإلا شفته يعاني من وجع، وإلا طرأ لك أن عظامه متبريده» في ناس صحتهم تعتمد على نفسيتهم التي يرون بها الحياة، اللهم لا حسد، ولكنها تلك الغبطة الطيبة التي نتمنى من الجميع أن يحذوا حذوهم، «مب بعضهم تلقاه ناش الصبح، وتقول خارج من ماراثون، وإلا بايت يهيس»، هنيئاً للحياة بمثل أولئك البشر المتعافين، وعافاها من أولئك النفر المتمارضين!
– سبحان الله يا أخي الصيني ما يتغير في كل مكان، «من يدخل بلاد» تلقاه فتح له دكاناً صغيراً، ولافتة كبيرة حمراء عليها كتابات صينية بالذهبي، وسمى محله «بيجين»، ويتم يرعى المحلات اللي حذاه، يشتري هذا، ويستأجر ذاك، واللافتات الحمراء أم خط ذهبي سميك تتكاثر، هذا اسمه «دراغون» وذاك اسمه «كريت وول»، وهو سائر، حتى يعشعش، ويبني «تشينا تاون»، هذه خريطة الطريق لأي صيني في أي مكان في العالم، لذا هم اليوم في كل شارع ومكان في كل الدنيا، و«ميدن إن شاينا» ما عادت شيئاً معيباً أو مضروباً في السوق، هي سيدة السوق في كل مكان! هنيئاً لكل المواظبين الذين لا يعرفهم ثقل الكسل، ويحبون أن يبكروا باتجاه العافية والأعمال المبتكرة.
– «لصوص» إعلانات الهواتف كثروا، والكل يبيع بضاعته الوهمية، ولا زال هناك الكثير من الناس يصدقونهم، ويمشون وراءهم، بالرغم من أنهم قد لا يحتاجون لتلك البضاعة أو الشيء الوهم، لكنهم لا يقاومون التجريب والإغواء ومعرفة الأشياء، حتى ولو كانت مثل هذه الأشياء التي يشترونها قد تحرق وجوههم أو تصهر أمعاءهم أو تزيد من علتهم عللاً، اليوم واحد لا يعرف الإيمان قد يبيع للناس سجادة ناطقة ليومين، ثم تتعطل للأبد، تدل على الكعبة، وتحافظ على المرافق العظمية، وفيها صوت الأذان من الحرم المكي والمدني، ثم يأتي آخر قبل حلول رمضان ويبيع سجادة تنطوي «لحالها» بعد انتهاء المسلم من صلاته، لكي لا يصلي عليها إبليس! وتجد الناس تتسابق عليها، وهكذا.. وإنما عرضت السجادة مثالاً لا غير، فهناك الكثير الذي يروج له «لصوص» الهواتف من مستحضرات طبية وتجميلية وأشياء تلفيقية دينية وأدوية تقضي على كافة الأمراض المستعصية، وتعطيك أملاً في الحياة!
– أخاف من ظاهرة بدأت تنتشر مع وسائل الاتصالات العصرية، وهي الرسائل النصية غير المجانية، فإذا تريد أن تفسر حلماً رأيته الليلة الماضية بعد ما أثقلت على معدتك بأكل دسم، وتراءت لك شياطين الإنس والجن، فاتصل، وستسمع بإذن الله الجواب الشافي، وإذا أردت أن تكسب مالاً حلالاً في الدنيا فاتصل على الرقم «المجاني» وستلقى النص الوافي، عندك مشكلة مع شريك حياتك، اتصل في أم النحس، وسترشدك للطريقة المثلى، لكل شيء رقمه «المجاني» وأجوبته الجاهزة على لسان الآخرين، والناس تستسهل من يحل لها مشكلاتها، ولو عبر الهاتف، ولا تعتمد على نفسها في حلها أو تحاول أن تجد لها حلاً في الحياة والواقع بطريقة ملموسة وناجعة وباليد، هناك أناس تبلت على الأحلام ولا تريد أن تتعافى منها!
– يجب أن لا نسمح للأشرار بأن يعلمونا طرق عيشهم في الحياة، وطريقة تعاملهم مع أمورها، ليخرجوا الطيبين من أعشاش الخير التي يحيون فيها كطيور ملونة، الشرير، ولو صادف ونجح في الحياة مرة، فلا يعني أن طريقه كان معشباً بالخير والدعوات، بل تخطياً لرقاب، وربما ليّاً لرقاب، الشخص الخيّر لا يجب أن يزعل من هزيمة عابرة، وليدعم بذرة الخير فيه، ولا يتخلى عنها لأحد، لأن موت إنسان خيّر، معناه ولادة أشرار جدد!
المصدر: الاتحاد