إعلامي ورجل أعمال مصري
أطول حدود مشتركة لمصر هى مع ليبيا، وهى بوابة مصر الغربية تاريخياً.
وما يحدث فى ليبيا يؤثر فى مصر بشكل مباشر، وشكل النظام السياسى عندهم له تداعياته المباشرة على النظام عندنا.
والحالة الليبية الآن عقب سقوط القذافى، هى حالة سقوط الدولة والدخول فى مرحلة اللانظام المؤدية للفوضى ثم التقسيم الجغرافى.
وتزداد الحالة الليبية خطورة حينما نعرف أن النزعة القبلية والمناطقية هى المحرك الأول للتحالفات السياسية فى ليبيا، وهى أيضاً السبب الرئيسى فى احتدام الصراعات المسلحة.
ويوجد فى ليبيا أكثر من 25 مليون قطعة سلاح تم الاستيلاء عليها من مخازن نظام القذافى ومن قبل قوات حلف الناتو التى كانت تسلح المقاتلين ضد النظام السابق.
وبهذه المعادلة الحسابية تصبح هناك 6 قطع سلاح لكل مواطن ليبى!
ومن المهالك التى يمكن أن تدمر وجود أى نظام سياسى زيادة نفوذ القوى الدينية المتطرفة الممولة من الخارج، وعلى رأسها تيارات السلفية الجهادية والقاعدة والجناح العسكرى لجماعة الإخوان.
ومن الثابت أن المخابرات المركزية الأمريكية، التى تفقد أحياناً السيطرة على نشاط هذه الجماعات، رتبت فى أوائل يناير 2013 لقاءات بين جماعة الإخوان المصرية ومسئولين عن تنظيم القاعدة الدولى برعاية أبوأنس الليبى بهدف تمكين هذه الجماعات من نقل السلاح والأموال والأفراد إلى سيناء.
وتتحدث مصادر مطلعة فى القاهرة عن أن بوابة الحدود المصرية – الليبية أدت إلى دخول قرابة 12 مليون قطعة سلاح منها مضادات للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، منها كذلك الصاروخ الذى أسقط الهليكوبتر فى سيناء منذ أسابيع.
ومن الواضح أن حالة اللانظام الحالية فى ليبيا، التى أدت إلى استقالة رئيس الوزراء الجديد بعد أقل من أسبوعين، والتى أدت إلى اختطاف السفير الأردنى فى ليبيا، هى فى طريقها إلى الزيادة، وقد تؤدى إلى تداعيات سلبية خارج الحدود باتجاه مصر ذاتها.
وحينما كتبنا فى هذه الزاوية منذ عدة أسابيع عن التحضير لقيام ما يسمى «جيش مصر الحر» برعاية «القاعدة» وجماعة الإخوان داخل معسكرات فى ليبيا، تعامل البعض مع الخبر بالتشكيك أو السخرية، حتى أعلن أمس الأول يوسف يورانسكى المدير السابق لمجموعة العمل فى الكونجرس ضد الإرهاب أن تركيا وقطر تعدان عملية تمويل لما يسمى بـ«جيش مصر الحر».
ويبدو أن قوات التدخل السريع، وهى آخر أعمال المشير عبدالفتاح السيسى فى الجيش المصرى، سوف توسع من مهامها لمواجهة الإرهاب المحتمل، إلى ضرورة القيام بعمليات استباقية خارج الحدود لمواجهة أخطار تأتى من ليبيا والسودان وغزة.
مخاطر تهديد الأمن القومى المصرى تزداد يوماً بعد يوم، فانتبهوا!!
المصدر: elwatannews