في كلمته بمناسبة اليوم الوطني، نبّه سمو وزير الداخلية على ضرورة ألا تُستغل مناسبة اليوم الوطني لإثارة الفوضى أو ما هو غير لائق. هذا التنبيه يأتي بعد تجارب غير إيجابية في مناسبات وطنية ورياضية كثيرة. فكيف نفهم أن يعبر شاب عن فرحته بإثارة الفوضى وتكسير واجهات المحلات والإساءة للآخرين؟ مع أجهزة الأمن كل الحق -بل هو واجبها– في حماية الأسواق والشوارع من عبث العابثين في اليوم الوطني أو في المناسبات الرياضية الكبيرة.هذا العبث أصبح سلوكاً يستوجب سن قوانين واضحة ضد مماريسه ليس فقط لما فيه من تعدٍّ على الآخرين ولكن لأنه أيضاً قد يتحول، مع الوقت، إلى “عادة” عند المراهقين في شوارعنا.
اليوم الوطني، بمعانيه الوطنية المهمة، هو فرصة ثمينة للاحتفال بمنجز وطني ضخم توحّدت عبره بلادنا وأقامت دولة تشكل اليوم رقماً فارقاً في السياسة والاقتصاد. وهو فرصة للاحتفال بمنجزات الوطن وتذكير بأهمية الحفاظ على تلك المنجزات والفخر بها. أما ممارسة الفوضى في الشوارع فهي أصلاً خطأ يجب تصحيحه بالتوجيه حيناً وبالعقاب أحياناً أخرى. لا يمكن أن نترك هذه الظاهرة تتفشى في مدننا من دون سن قوانين صريحة تعاقب من يتعدى على الآخرين أو يتسبب في أذاهم. وحينما يتعمد بعض شبابنا إغلاق الطريق أو إبطاء سرعته فإنهم يمارسون مخالفة صريحة قد لا يدركون حجم ضررها. ألا يمكن أن تكون خلفهم سيارة إسعاف أو مريض في سيارة خاصة في حالة طارئة؟ بأي منطق تتحول شوارعنا إلى ميادين عامة للفوضى وإزعاج الآخرين؟ والأهم من ذلك، متى تصبح مناسباتنا الوطنية فرصة مهمة لقراءة وتأمل تجاربنا الوطنية والاحتفاء بمنجزات الوطن لا مناسبات لتكسير المحلات وإزعاج الناس؟