رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
ندرك تماماً أن تصميم وإصدار لوحات أرقام المركبات هو اختصاص أصيل لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبما أنها هي الجهة الحكومية التي أعطاها القانون هذا الحق، فالجميع عملياً سيلتزم بأية تعليمات، أو تغييرات تجريها الهيئة في هذا الشأن، لا اختلاف على ذلك، فنحن ندرك أيضاً حجم الجهود التي تبذلها الهيئة سعياً للتميز، وسعياً لتقديم الخدمات المتطورة جداً للجمهور، وهذا أمر لا اختلاف عليه أيضاً.
ولكن من باب حق التعبير عن وجهة النظر، ونقل الآراء المختلفة، لابد أن تدرك الهيئة أن التغييرات المستمرة والمتتابعة لتصاميم وأشكال أرقام لوحات السيارات، وبشكل دوري غير مسبوق عالمياً، أصبحت بالفعل مسألة غير مريحة للجمهور، فهي تتصف بشيء من التسرّع وعدم الثبات، والأمر كله لا يستدعي كل هذه التغييرات والتعديلات والإرباك أصلاً، لأنها جهود ضائعة يمكن توفيرها لأشياء أخرى أكثر أهمية!
وبغض النظر عن مسألة «إلزامية» تغيير الرقم الجديد في العام 2020، وبغض النظر عن القيمة المالية المترتبة على الجمهور جراء هذا التغيير، هل لنا أن نتساءل أولاً وأخيراً عن سبب هذا التغيير، وما الأمر الجديد الطارئ والمُلّح الذي استدعى تغيير اللوحات السابقة؟
وفقاً لرصد بسيط لتصريحات المسؤولين في الهيئة حول الموضوع، وجدت أن هناك سببين رئيسين كررهما أكثر من مسؤول: الأول هو حرص الهيئة على توحيد هوية أرقام المركبات في إمارة دبي، والسبب الثاني هو أن اللوحات الجديدة أكثر وضوحاً من القديمة، حيث تركت المساحة في جهة اليمين للرقم ليكون أكثر بروزاً، ووضعت علامة «دبي» على اليسار وفي أسفلها الفئة «الكود».
شخصياً، وغيري الآلاف، لاحظوا أن الرقم الجديد ليس أكثر وضوحاً من سابقه، بل العكس قد يكون أصح، حيث لا يمكن رؤية ومعرفة تفاصيل الرقم الجديد بالعين المجردة، ولا حتى بالنظارات والعدسات اللاصقة من مسافة قريبة، فكيف إن طالت المسافة، كما أن الأرقام فيه صغيرة ومتلاصقة بدرجة لا يمكن تمييزها، ولا يمكن رؤية الكود ولا حتى اسم الإمارة بشكل مريح للعين، ما يعني أن اللوحات الجديدة غير متناسبة مع المواصفات العالمية المتبعة في جميع دول العالم، من حيث سماكة وحجم الأرقام، ومدى درجة وضوحها، وهذا الأمر بالإضافة إلى أنه غير مريح للعين، فهو أيضاً يحجب هوية أية سيارة تتورط في حادث مروري، أو حادث دهس، ويهرب سائقها من موقع الحادث بسرعة، إذ لن يستطيع أحد التقاط الرقم مهما بلغت حدة نظره!
أما عن السبب الأول، وهو توحيد هوية أرقام المركبات في الإمارة، فسؤالنا للهيئة، ومن هو المسؤول عن تعدد أشكال الأرقام في الإمارة؟ أعتقد أن الجمهور لا علاقة له بهذا الأمر، فلا حق لكل صاحب مركبة أن يضع لوحة من تصميمه ووفق مزاجه، بل جميع لوحات أرقام السيارات في المدينة صادرة عن هيئة الطرق، وإن تعددت واختلفت أشكالها فالهيئة هي السبب لا الجمهور!
المسؤولون في الهيئة يعتقدون أن اللوحات الجديدة أكثر جمالاً، هي وجهة نظرهم، لكنها بالتأكيد نسبية، وهناك بالتأكيد الآلاف من الناس يعتقدون أن اللوحات القديمة أكثر جمالاً، وكان من الأفضل لو تم الاحتفاظ بها دون تغيير لا لزوم له.
المصدر: الإمارات اليوم