يحاول السودان أن ينفض ما علق به من فترة حكم جماعة الإخوان ومن يؤيدها، والتي استمرت ثلاثة عقود انتهت بحراك وطني قادته قوى الحرية والتغيير حتى تحرك الجيش وأسقط البشير قبل حوالي ثلاثة أعوام، ولكن القوى الوطنية تصادمت مع بعضها، واستمرت المجموعات الإخوانية المتمكنة من مفاصل الدولة في إحداث الفوضى والعمل على العودة إلى الواجهة.
وبالأمس تجلت الإرادة الوطنية، وحسمت الخلافات من قبل الرجال الذين يعملون من أجل السودان، وليس من أجل تنظيماتهم وأحزابهم ومصالحهم الشخصية، فأوفى البرهان و«حميدتي» بوعودهما، وسلما مع مجلس السيادة والمؤسسة العسكرية بكل فروعها إدارة البلاد إلى المكون المدني المتمثل في قوى الحرية والتغيير، تمهيداً للإعداد المنظم لانتخابات عامة يختار فيها الشعب السوداني من يرى أنه جدير بقيادة السودان إلى مرحلة استقرار وتنمية.
يستحق السودان بعد عقود من تفرد جماعة الإخوان الفئوية، التي مزقت الدولة، وفرقت ناسها، ونهبت خيراتها، وتسببت في انفصال جنوبها، أقول لكم، يستحق السودان الاستقرار والالتفات إلى مرحلة إعادة البناء، وحماية الأموال العامة والثروات الوطنية، والعودة وبكل قوة إلى دوره الفاعل في محيطه العربي والأفريقي، فهذه مرحلة مهمة تتطلب اتحاد جميع القوى والمكونات الوطنية على كلمة واحدة، وهي «الوطن».
السودان بشعبه كان ولا يزال ذخيرة الأمة وعمقها في قلب أفريقيا، وكان منارة علم وتحضر، ولكن الذين تكالبوا على حكمه وتبديد ثرواته أعادوه إلى الوراء، ولكن الشعب الأصيل يعود دوماً إلى أصله، ولا يقبل بأن يكون تحت قيادة جماعة لا ترى غير أتباعها، وهذه فرصة لن تتكرر للتخلص منها، وكم أسعدنا كلام القيادات المدنية التي أكدت على تضمين الاتفاق الإطاري الذي وقع الاثنين إزالة تمكين «حزب البشير»، فالسودان لشعبه، وليس لفئة حزبية تعتقد بأنها فوق الجميع!
تحية للسودان الحبيب.
المصدر: البيان