الطريق إلى الحياة يبدأ من فتح مجرى النهر للشباب، كي ترتوي أشجارهم بالعذوبة، وتستمر الأزهار في بث العطر. هكذا هي الإمارات أصبحت اليوم حقلاً مزروعاً بالورود، والعذوبة هي هذا النسيج المنسجم بين القيادة الرشيدة، لأجل أن تنقي الموجة سواحل الأمل، ويمضي الركب باتجاه المستقبل، مكللاً بالفرح مجللاً بالحياة الهانئة.
إطلاق أفضل مركز للشباب يأتي منسجماً مع روح الانتماء إلى حضارة اليوم، وتاريخ الأمس، وتطلعات الغد، لإقامة صرح التقدم، وتشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء.
نحن اليوم نعيش عصر التنوير الحقيقي بفلسفة الخروج من دائرة الانغلاق إلى فضاء الانفتاح والانغماس بالعالم كجزء من هذا الوجود.
وما يجعل الحركة مستمرة هو وجود الشباب في قلب المشهد كسواعد بانية وعقول تنشد المجد مدعومة من قيادة آمنت بالحلم كغاية، وبالعلم كوقاية، وبالقلم كبداية لكتابة جملة الوعي على صفحات العقل، من أجل أن تسير القافلة مطمئنة، آمنة، لا يخضها خضيض، ولا يرضها رضيض، بل هي في المعنى كتيبة السعي إلى مدى لا يقف عند حدود، ولا تنخفض له نجود، هو الامتداد الراسخ في وعي الناس النبلاء الذين نهلوا من إرث المؤسس الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نحت السطور الأولى في الذاكرة، ووضع الشباب أمام مسؤولياتهم التاريخية والتزامهم الأخلاقي تجاه الوطن.
فهم عماده وسداده وامتداده، ورشاده، هم شعلته وشمعته، هم قلادة السعادة، وقصيدته الملحمية التي نتباهى بها أمام العالم. نحن محكومون بهذا التلاحم، وفطرتنا أن نكون في بستان تلون وروده سماء الوجود، وتمنح العطر للناس أجمعين، نحن في الوجود صحائف العطاء، وعطاؤنا يبرز من شيمة هذا المجتمع الشاب اليقظ، لا تغيرها ظروف، ولا تبدلها تقلبات الأجواء العالمية، لأننا من نخلة الصحراء أخذنا نخوة التفاني، ومن صرامة الأبدية نهلنا الصمود أمام التغيرات.
هذه هي حكاية الإمارات، مع المجد، وهذه هي سر الفضيلة التي تتمتع بها الإمارات. فعندما تصبح العلاقة، ما بين القيادة والشعب، علاقة الموجة بالبحر علاقة الشمس بالقمر علاقة الحياة بالحب يصبح الوطن شجرة وارفة بالود والولاء يصبح الإنسان مجرى النهر الذي يسقي جذور الحياة ويرويها بقوة الإرادة ونخوة البقاء ويصير الزمن مثل باقة ورد تعبق المكان بعبير الفرح.
هذه هي سياسة القيادة، وهذا نهجها في إتمام مراحل التطور بوضع المسؤولية على عاتق الشباب، وتذليل كل العقبات أمامهم، وتوفير أسباب النجاح ليمضوا في الطريق المعبد بالثقة، والإيمان بقدراتهم ومواهبهم وإمكاناتهم العقلية، ومن يرى الإمارات اليوم، ويقارن ما قبل وما بعد يجد الفارق كبيراً ومدهشاً ومفرحاً ولا مجال للسؤال، لأن الإجابة على السؤال واضحة وجلية، وهي أننا متحدون تحت سقف خيمة البيت الواحد. وهذا هو سر النجاح.
المصدر:الاتحاد