الإمارات تدخل بيت العضوية في مجلس الأمن بمعطف الأفضلية، وتلج محيط العالم الأشمل، والأكمل من باب القوة الفاعلة في بناء مجتمع إنساني، يؤمه السلام، ويضمه الوئام، ويلف لفيفه التضامن، ضد كل ما هو غث، ورث، وكل ما يحيق، ويعيق، وكل ما هو يعرقل، ويكبل، وكل ما هو يضمر العداوة ضد الحقيقة، وكل ما هو يكن للإنسانية البغض ونكران الجميل.
الإمارات نالت الظفر بالانتماء إلى كون مجلس الأمن، بإمكانياتها الهائلة، وقدراتها المذهلة، وملكات سياستها المدهشة، فاستحقت هذا التتويج، وهي اليوم نجمة ساطعة في سماء العلاقات بين الدول، وراعية لكون يهنأ بالأمن والطمأنينة وهي ساقية لظمأ الوجود، وهي القوة الناعمة التي تحيك قماشة الكون وتمنحه البريق وتهديه الصرامة، وتوطد علاقته بالحياة، وترسخ جذوره في التطور، والرقي، والازدهار.
الإمارات عبرت محيط مجلس الأمن بسفينة الحب، فنالت الاعتراف المستحق، وحظيت بالرضا، والقبول من لدن دول وجدت في حضور الإمارات دولياً، مصباحاً منيراً يضيء درب الدول، ويفتح نافذة جديدة للعالم، كي يستمر في تلاحمه، وانسجامه، وتكاتفه، ضد أمراض العصر، السياسية، والبيولوجية، والنفسية.
الإمارات، توسطت العالمين عدلاً وبذلاً، وفضلاً، وجدلاً، واستطاعت بفضل قيادتها الرشيدة أن تنجز مشاريعها الإنسانية بجزالة حكمة، وفيض فطنة، وتمكنت من صد الرياح العاتية، وتضميد الجراح العنيدة، بفضيلة عقل سياسي، محنك، وفطن، وضع للميزان رمانة الشفافية، والتي وازنت، وقاست بمعايير العقل الرزين، والنفس المطمئنة، والروح العالية، والقلب المنشرح، واستطاعت أن تخرج من الأزمات، بنجاحات وصل صداها أقصى العالم وأدناه، واخترقت أحجية وستر وعبرت مضائق، وخلجان، وهي في أوج قوتها، ونشاطها السياسي، والاجتماعي، كلما اعترضتها موجة، وثبت على ظهراها، كما تثب الجياد العربية الأصيلة.
هكذا نصعت مرآة الإمارات، وهكذا شع بريقها، وهكذا عكست الصورة الواضحة لنهجها السياسي وبناء شخصيتها الثقافية، ومن دون ريب، كل هذا الصعود، هو نتيجة لعمل جدي، ومضنٍ يبذله جهازها السياسي، بقيادة عناصر شابك، ويافعة، تمرست على الحوار الشفاف، فأجادت إدارته، وجادت في عطائه، فأصبحت في الوجود قيثارة حلم، ومنارة علم.
المصدر: الاتحاد