الغضب على عنف الشرطة ضد السود يزحف إلى البيت الأبيض

أخبار

قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختصار زيارة إلى أوروبا للتوجه مطلع الأسبوع إلى دالاس بجنوب الولايات المتحدة، حيث قتل خمسة شرطيين برصاص رجل أسود أراد الانتقام من البيض، في حين تجمع الآلاف في عدة مدن أمريكية ليل الجمعة احتجاجاً على عنف الشرطة.

ونظمت تجمعات حاشدة جرت بهدوء في عدد من المدن في نيو أورليانز وديترويت وبالتيمور وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وهيوستن وكذلك أمام البيت الأبيض في واشنطن، وكان أكبرها في أتلانتا في ولاية جورجيا، حيث أغلق المحتجون شارعاً رئيسياً.

وفي فينيكس، استخدمت شرطة مكافحة الشغب رذاذ الفلفل لتفريق حشد كبير أغلق عدداً من الشوارع بعد رشق عناصر الشرطة بالحجارة والتهديد بإغلاق طريق سريع، وتم توقيف شخص واحد على الأقل.

وقالت السلطات إن الشرطة الأمريكية تعرضت لإطلاق نار في ثلاث ولايات يومي الخميس والجمعة، ربما بنفس الدافع وراء أعمال الشغب في دالاس، وهو استخدام الشرطة للعنف ضد السود.

وقال مسؤولون إن رجلاً في ولاية تينيسي فتح النار على فندق وطريق سريع مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ضابط شرطة وعدة أشخاص آخرين يوم الخميس، ربما بسبب حوادث بين الشرطة والسود.

وتعرضت الشرطة أيضاً لكمين، وأصيب بعض رجالها في ميزوري وجورجيا يوم الجمعة، لكن المسؤولين لم يتوصلوا للدافع وراء ذلك.

وندد الرئيس باراك أوباما من وارسو بـ «هجمات حاقدة ومحسوبة ومقززة»، مؤكداً أن «لا شيء يمكن أن يبررها». وسيتم تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو/تموز.

وألمح أوباما إلى مبادرة للحد من البيع الحر للأسلحة الحربية، وقال «حين تكون أسلحة قوية بحوزة الناس، فهذا يجعل للأسف هذا النوع من الاعتداءات أكثر دموية ومأساوية، وسيتحتم علينا خلال الأيام المقبلة أخذ هذا الواقع بالاعتبار». كما يعتزم الرئيس بحث «إجراءات سياسية تعالج الفوارق العنصرية التي لاتزال كامنة في نظامنا الجنائي».

بدوره، قال نائب الرئيس جو بايدن السبت «نشعر كأمريكيين بجرح بعد كل أعمال القتل هذه». وأضاف «علينا جميعاً أن نتحرك ونتحدث عن الفروقات في نظامنا القضائي الجنائي، مثلما علينا جميعاً أن ندافع عن الشرطة التي تحمينا في مجتمعاتنا كل يوم». وأشاد بايدن بالشرطيين القتلى الذين قال إنهم انضموا إلى الشرطة لأنهم آمنوا بقدرتهم على تقديم المساعدة، «ولذلك عندما استهدف رصاص قاتل قوة الشرطة في دالاس فإنه أصاب روح الأمة». وألغى المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب تجمعاتهما الانتخابية الجمعة.

وقالت كلينتون إن هناك حاجة لعمل المزيد من أجل دعم الشرطة والأمريكيين الأبرياء الذين يدخلون مواجهات مميتة معها.

وأضافت، في مقابلة مع قناة تلفزيون (سي.إن.إن.) «علينا أن نفعل الكثير لوضع خطوط إرشادية وطنية بشأن استخدام القوة وخاصة القوة المميتة من جانب الشرطة.. علينا أن نبذل مزيداً من الجهد للنظر في الانحياز الضمني كما أننا في حاجة لفعل الكثير لاحترام وحماية شرطتنا.

انظروا إلى ما حدث في دالاس، هؤلاء الضباط من الشرطة كانوا يقومون بحماية احتجاج سلمي».

وخلال قداس على روح الشرطيين القتلى دعا رئيس بلدية دالاس مايك رولنغس الأمريكيين إلى تضميد جراح البلاد العنصرية. وقال أمام آلاف الأشخاص «لن نشيح النظر عن واقع أننا كمدينة، كولاية، وكأمة نواجه اليوم مشكلات عنصرية». وسيتم تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو/تموز.

وعرَّفت الشرطة قاتل رجال الأمن الخمسة بأنه ميكا جونسون، وهو جندي سابق أسود عمره 25 عاماً خدم خصوصاً في أفغانستان.

وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الرجل تحرك بمفرده، مستبعداً، مثل البيت الأبيض، أي ارتباط مع «منظمات إرهابية» معروفة في المرحلة الراهنة من التحقيق.

وعثرت الشرطة في منزل مطلق النار على ترسانة حقيقية تحتوي على مواد يمكن استخدامها لصنع قنابل وبنادق وذخائر، ومفكرة شخصية تتضمن تكتيكات حربية.(أ.ف.ب)

المصدر: الخليج