«الفكر العربي» : الإعلام والبحث العلمي ومجتمع المعرفة أهدافنا المقبلة

أخبار

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، اختتمت مؤسسة الفكر العربي فعاليات مؤتمرها «فكر15» أمس في أبوظبي، الذي انعقد بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت عنوان: «التكامل العربي: مجلس التعاون ودولة الإمارات»، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذكرى الخامسة والأربعين لاتحاد الإمارات.

ودعا المشاركون، إلى تنظيم عدد من البرامج النقاشية وعقد ورش عمل في دول عربية عدة لإبراز نتائج التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية وما توصل إليه، وأهميته، وكذلك السماح لجهات حكومية غير خليجية بإعادة طباعة التقرير ونشره على إطار واسع وبأسعار رمزية، إلى جانب دعوة الحكومات بالدرجة الأولى لتوفير بنية أساسية متطورة للثقافة، ومراعاة خصوصيات الفضاء الثقافي الأهلي أو الإبداعي، بإطلاق مساحات أوسع له، مؤكدين ضرورة تعريف الأجيال الجديدة بتاريخها الثقافي.

وعقدت أمس، جلسة ختامية، بحضور الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، وممثلين عن منظمات وهيئات ثقافية وفكرية واقتصادية ونُخبة من المفكرين والإعلاميين.

وتضمنت الجلسة عرضاً لنتائج تحليل الاستبانة التي وُزعت في الجلسة التفاعلية، عن الإعلام والبحث العلمي، وقدم محمد أبو شقرا عرضاً مُفصلاً مصحوباً بالشرح والرسوم البيانية لأهم العناصر والموضوعات التي أجمعت عليها الأسئلة التي خرجت بها الجلسة التفاعلية، وسلمت إلى اللجنة المُختصة بتحليل وصفي للبيانات.

وأوضح أبو شقرا أن عدد حضور الجلسة بلغ 203، وأن عدد الاستمارات الموقعة بلغ 155، فيما وصل عدد الإجابات إلى 192. وأكد أن 84% أجابوا ب«لا» عن سؤال «هل أنتم مطمئنون للمستقبل العلمي للأطفال العرب والشباب؟»، فيما أجاب 68% ب«نعم» عن «هل نحن قادرون على مواجهة التحديات؟»، و90% وافقوا على «أن استهداف القدرات البشرية واستنزاف الإمكانيات المادية العربية يؤثر في عملية النهوض والتنمية»، كما أجاب 93% ب«لا» عن «هل المجتمعات العربية بمنأى عن آثار التحولات الإقليمية والدولية؟» وأجاب 72% ب«نعم» عن «هل تعتقدون أن المجتمعات العربية قادرة على تجاوز تداعيات عدم الاستقرار؟».

أما بخصوص واقع الإعلام فأجاب 64% ب«لا» عن «هل مازال الإعلام العربي المكتوب قادراَ على الاستمرار في مهمته التنويرية؟» و48% ب«نعم» عن «هل أسهم تطور الإعلام المرئي وتنوعه في التقريب بين المجتمعات العربية؟» والنسبة نفسها وافقت على أن تعدد الإعلام المسموع وتنوعه وكثافته تساعد على تحديدنا لوظيفته الإعلامية. وبالنسبة إلى واقع مؤسسات البحث العلمي، أتت النتائج على النحو التالي: 90% أجابوا ب«لا» عن «إنتاجية الجامعات من البحث العلمي وما إذا كانت تلبي احتياجات المجتمعات العربية؟»، و69% أيضاً عن «هل تتوفر الكفاءات البشرية والإمكانات المادية لمراكز البحث العملي العربي المستقلة؟» و88% كذلك عن «هل تُحقق إنتاجية مراكز البحث العلمي الرسمية النتائج العلمية الضرورية في كل المجالات؟»، ولم يوافق 77% على أن مراكز الأبحاث التابعة لمنظمات العمل العربي المشترك تسهم في تلبية احتياجات التكامل العربي.

ولفت إلى أن نتائج العلاقة بين الإعلام ومؤسسات البحث العلمي تُظهر أن 64% لم يوافقوا على أن متابعة الإعلام العربي تعزز المعرفة بنتائج البحث العلمي، و71% أجابوا ب«لا» عن «هل يسهم الإعلام العربي في تسليط الضوء على دور العلم في تطور المجتمعات؟» فيما وافق 84% على أنه من الضروري أن تقدم مؤسسات البحث العلمي صياغة إعلامية لنتائج أبحاثها العلمية، ومثلهم وافقوا على أن التفاعل بين البحث العلمي والإعلام يُسهم في النهوض الاجتماعي والاقتصادي، و79% وافقوا كذلك على أنه من واجب مؤسسات الإعلام الرسمي نشر نتائج البحث العلمي، بينما أجاب 80% ب«لا» عن «هل يراعي الإعلام الرقمي تقديم الحقائق العلمية دائماً؟».

أما نتائج الإجابة عن أسئلة مؤسسة الفكر العربي، فظهرت على الشكل التالي: 95% أجابوا ب«نعم» عن: «هل توافقون على تبني مؤسسة الفكر العربي لثقافة السؤال؟»، و«هل توافقون على اعتماد الآليات التفاعلية في مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي؟».

ثم عُقدت ندوة عن التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية، بهدف تسليط الضوء على مسيرة إنجاز هذا التقرير، وقدم عدد من الباحثين مداخلات في هذا السياق. وأكد البروفيسور هنري العويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، أهمية التقرير الذي أصدرته المؤسسة، لمنهجيته الرصينة وأبعاده العلمية والمعرفية المهمة والدقيقة.

واستهل الدكتور علي الدين هلال، كلمته باستعارة مقولة الباحث والمفكر الكويتي محمد الرميحي «الخليجُ ليس نفطاً»، وليس ثروة ولا فنادق فاخرة ولا مباني شاهقة، وإنما حضارة وثقافة ومكون من مكونات الثقافة العربية، لافتاً إلى أن التقرير الذي يشير إلى وجود حالة جدل ونقاش واسع في حدود الابتكار وحرية المبدع.

ورأى الباحث الدكتور يوسف الحسن، أن الاهتمام بالثقافة في دول الخليج كان متأخراً حتى وقتٍ قريب، فيما بدأت الأمور تتغير بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشدداً على أن أي استراتيجيات مُشتركة لا بد أن تجيب عن تساؤل: أي مجلس للتعاون بين دول الخليج نريده في المستقبل؟ وهو سؤال مرتبط بالإرادة السياسية في المقام الأول، لافتاً إلى أن الثقافة في الخليج تعمل على تأكيد الهوية العربية الإسلامية، وتستلهمُ التراث من دون تجاهل معطيات العصر الحديث.

وأكد الكاتب الدكتور حسن مدن، في مداخلته عن «أبرز التحديات التي تواجه الثقافة في منطقة الخليج»، أن التقرير سيكون مكسباً كبيراً لدول الخليج والجزيرة العربية، وأنه العمل الأول من نوعه من حيث النجاح الذي حققه، فضلا عن أنه الأول من حيث الحجم والاتساع والشمول، كما يحسب له تعدد وجهات النظر والمقاربات لمن اشتركوا في وضعه، ما يتيح الإمساك ببانوراما واسعة للمشهد الثقافي لهذه المنطقة.

وقال الأمير خالد الفيصل «أنا سعيد جداً بأن الفكرة التي انطلقت قبل سنتين تبنتها الدول العربية والقيادات العربية أيضاً، وترددت كثيراً في أروقة الحكومات، وفي جامعة الدول العربية، وفي مجلس التعاون، وآخرها مؤتمر القمة الخليجية قبل أيام في البحرين، عندما أكد نهج التكامل العربي لدول الخليج، مشيراً إلى أن هذه المسألة يجب أن نقف عندها طويلاً، لأنها غير مسبوقة وغير معهودة في قضية التنمية والتطوير في الوطن العربي، وسمعنا كثيراً عن آراءٍ وأفكارٍ تُطرح هنا وهناك، لكنها كانت تأخذُ عشرات السنين أو ربما مئة عام حتى نرى لها تأثيراً مباشراً على أرض الواقع».

المصدر: الخليج