رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
«شخصية الشهر»، منحتها الصحيفة استثناء هذه المرة لفريق عمل، رغم أنها، وفقاً لقانون إنشائها، جائزة تقديرية رمزية «شخصية» تمنح لشخص، رجلاً كان أو امرأة، قدم خلال الشهر عملاً وطنياً أو مجتمعياً أو بطولياً يستحق من خلاله التكريم.
لم يسبق أن منحت «الإمارات اليوم» هذه الجائزة، التي تحظى بدعم ورعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمؤسسة أو جهة أو فريق عمل، وهذا لا يعني أبداً عدم الإيمان بضرورة العمل الجماعي، لكن تكريم المؤسسات والجهات له جوائز أخرى، وأماكن ومناسبات عدة، في حين فضلنا هنا أن تكون الجائزة لتكريم الأشخاص لشخصهم، وتقدير كل جهد وعمل شخصي قاموا به، وعاد بالنفع على المجتمع أو الدولة، أو أفراد آخرين في المجتمع، فمنهم من أنشأ مؤسسة خيرية بمفرده، ومنهم من أنقذ شخصاً من الموت، ومنهم من حصل على تقدير وتكريم عالمي، ومنهم من حصد ألقاباً دولية، ومنهم من اخترع وابتكر وأبدع.
إلا أن هذه المرة كانت استثناء، وهذا الاستثناء كان نزولاً عند رغبة الشخصية الحقيقية الفائزة بالجائزة، وهو معالي الأخ محمد القرقاوي، فقد قرر مجلس تحرير الصحيفة منحه لقب شخصية فبراير، تقديراً له على جهده، ودوره الكبير في نجاح «القمة الحكومية الثالثة»، التي أصبحت أهم حدث محلي تنتظره الإمارات، وتحولت خلال فترة بسيطة إلى فعالية عالمية، تحظى باهتمام ومشاركة فعالة من دول عربية وأجنبية وهيئات دولية، إلا أنه أصر على أن تمنح الجائزة لفريق العمل، فهو يرى أن جميع من عملوا وأسهموا في تنظيم هذا الحدث يستحقون التكريم.
بالتأكيد لا خلاف أبداً على أن العمل الجماعي كان سبباً مباشراً في نجاح القمة الحكومية، وهو السبب الرئيس في نجاح كثير من الأحداث والمناسبات والمبادرات التي يشرف عليها القرقاوي، ولكن لا خلاف أيضاً على أن قناعة محمد القرقاوي بالعمل الجماعي، وسعيه لتحفيز كل موظف، وتوظيف إمكانات كل شخص بشكل مثالي، وتفويض الصلاحيات بشكل يجعل كل موظف مديراً، وكل مدير قائداً، ودوره في خلق بيئة عمل مريحة ومتميزة، كل هذه الأشياء، جعلت التفاني والإخلاص في العمل، سمة كل موظف في الفريق، وجعلت النجاح حليف كل جهد جماعي يبذل من قبل ذلك الفريق.
«شخصية الشهر»، جائزة رمزية مجتمعية، بسيطة في فكرتها، هي ليست جائزة حكومية ضخمة، ولا هي «نوبل»، وبالتأكيد لن يزعل أو يتضايق أحد من فريق عمل القمة الحكومية لو منحت لشخص محمد القرقاوي، لكن إصراره هو على ربط اسم فريق العمل بالجائزة كان بهدف إرسال رسالة واضحة، مفادها أن كل مجتهد في هذا الفريق يستحق الشكر والتقدير، ولكل شخص، مهما كان عمله في الفريق، أهميته ودوره وقيمته.
بناء فريق عمل ناجح ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى فكر وقناعات يصعب على كثير من العقول الاقتناع بها، وهناك كثير من المسؤولين لم يصلوا بعد لهذه القناعات، مازال عدد منهم يحبط موظفيه ولا يشجعهم، ومازال عدد منهم يعشق المركزية، ويستأثر بكل القرارات، ولا يستمع لرأي أحد، ومازال هناك من يرفع شعار (one and only) أو بمعنى أصح «أنا الأوحد والوحيد».
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-09-1.763893