رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
وسط رمال جبل علي، هناك منطقة متطرفة نوعاً ما، بعيدة نسبياً عن أي عمران، هناك في خيمة مؤقتة، استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع مجموعة من كبار رجال الأعمال في الدولة، الخطوات التنفيذية لتنظيم «إكسبو 2020»، وذلك خلال حفل نظمته اللجنة العليا الوطنية المنظمة لـ«إكسبو 2020»، بالموقع الرئيس للحدث في جبل علي.
منطقة شاسعة لا يكاد يرى الإنسان فيها سوى رمال الصحراء في كل اتجاه، وهذا ما أجبنا به سؤال الشيخ محمد، عندما أشار إلى المنطقة، ونظر إلينا قائلاً: «ماذا ترون؟»، لكنه عقّب على ذلك، وقال: «أنتم ترونها صحراء، وأنا أراها جنة خضراء، وأراها محاطة بالمباني الحديثة، العامرة بالبشر من كل الأجناس، أراها بعين المستقبل كما رأيت دبي في الماضي مدينة عالمية وهي صحراء، وترونها أنتم اليوم كذلك».
إنه الإبداع، وهو الخيال الذي ينتهي بواقع، وهي رؤية بعيدة الأمد تتجاوز الزمان والمكان، إنه التفوق على المستحيل، وصُنع المستقبل، وهزيمة اليأس، وهو الإيمان بالقدرات والإمكانات، وهو الثقة والطموح، وكيفية صُنع وتوليد الطاقة الإيجابية، وتحريك العقول، إنها صفات وسياسات محمد بن راشد، التي ساعدته على تحويل حلم «إكسبو» إلى حقيقة، وتُساعد المدينة حالياً لكسب احترام وتقدير وذهول العالم، في أقل من خمس سنوات من اليوم، أو بالأحرى بدءاً من أمس.
وسط رمال جبل علي، وتحت شمسٍ حارة، هناك مُستقبل يُصنع، ورؤية تتناقل، وزعيمُ مجدٍ يزرع المجد في قلوب أنجاله فوق الرمال، وخارج الموقع الفخم الذي شيده مكتب «إكسبو 2020» للاحتفاء بالمناسبة، بعيداً عن السجاد الأحمر، وسط ترابٍ أصفر، نادى محمد بن راشد على أنجاله: حمدان ومكتوم وأحمد، ومعهم أحمد بن سعيد، جمعهم حوله يحدثهم، ويشرح لهم رؤيته، ويبث في نفوسهم المتحمسة مزيداً من الحماسة والطاقة الإيجابية.
محمد بن راشد يحب دائماً توجيه رسائل غير مباشرة في معظم تصرفاته وتحركاته وكلماته، وهنا تحديداً رسالة للمستقبل وللأجيال المقبلة، بأنه في هذه اللحظة، وهذا المكان البعيد، ووسط هذه الرمال الحارة، وتحت أشعة الشمس المباشرة، بُنيت مدينة حضارية حديثة، هذه المدينة الجديدة ستلفت أنظار العالم بأسره خلال أقل من خمس سنوات، وهناك أيضاً رسالة لجميع رجال الأعمال الأجانب والعرب، مفادها الاطمئنان، فلا شيء هنا يترك للمصادفة، وهذه الرمال اليوم ستمنحكم الذهب غداً!
في هذا المكان الصحراوي ستدب الحياة بشكل لا مثيل له، نحو 25 مليون زائر سيتوافدون طوال فترة المعرض، للتعرف إلى تطور حضارات العالم، من خلال المدن المشاركة، وفي هذا المكان ستبدأ الآليات والرافعات قريباً بالبناء، وهذه الرمال التي وقف عليها الشيخ محمد بن راشد وأنجاله الكرام، أمس، ستتحول إلى مبانٍ ومساحات خضراء، ستُعقد عليها الصفقات، ويجتمع حولها المستثمرون، ويزدهر عليها اقتصاد مدينة، وتتوافر فيها الفُرص لآلاف من البشر.. في هذا المكان ستتواصل العقول لصُنع المستقبل.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-04-22-1.777397