للمصرف المركزي في الإمارات، ساعد متين، يطوق اقتصاد الإمارات بقلادة الأحلام الزاهية، ويحفظ النقد المالي من الهزات والوعكات التي تحدث في العالم، كما أنه الطوق الحرير ووشاح الحشمة للبنية التحتية للمدفوعات النقدية والإلكترونية.
العالم مر بهزات أطاحت باقتصادات، أما في الإمارات، فبفضل الله، وإرادة القيادة الرشيدة، ووعي فريق العمل المالي، استطاعت أن تروض مخالب تلك الأزمات، وأن تتجاوز المحن بجدارة، وحكمة، وقدرة.
اليوم يقف المصرف المركزي قلعةً صارمة وحازمة وجازمة لبناء اقتصاد قوي في دولة تسعى دوماً بأن يكون الاقتصاد هو الطريق لبناء حياة رخية للوطن والمواطن، دولة لا تكف عن جعل الاقتصاد هو القوة الناعمة للتواصل مع المستقبل، وللوصول إلى طموحات لا حدود لها، ولا أفق، غير أفق التطور المستمر في جميع المرافق، وجميع مناحي الحياة.
فالاقتصاد اليوم هو المفصل، والفاصلة لتقدم الأمم، وهو البعد، والسعد لوطن بنى قلعته الاقتصادية من إيمان القيادة الرشيدة بساعدة الإنسان أولاً، وهو ما جعل جميع المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة ينحون منحى الوطن، ويقفون في صف الوطن، ومن دون اقتصاد قوي، معافى من كل أشكال الوهن والعهن، لن تتمكن الدولة من السير قدماً نحو منازل التطور، وتحقيق الطموحات الكبرى.
المصرف المركزي هو الزعامة، وهو الضمانة، وهو عظمة الظهر لأي مشروع اقتصادي، وهو الساعد المساند لأي فكرة تهدف إلى بناء علاقة سوية مع الحضارة الحديثة.
اليوم الإمارات، لا تعمل لنفسها فحسب، بل هي دولة عالمية، ينظر إليها العالم كعضيد ينهل من الخير، ولا يظن على الآخرين في المساعدة، والوقوف كتفاً بكتف مع المحتاج والمعوز.
هذه السياسة هي التي جعلت القناعة راسخة، بأنه يجب أن يكون لدينا مصرف مركزي قوي، وأن يكون لدينا مال لا تمسه الأيدي الملوثة، ولا أطماع الذين يبيعون البشر من أجل حفنة نقود.
فأمننا المالي والغذائي مرتبط بأمننا الاجتماعي، والإمارات تقوم بالدور البناء في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، وكذلك غسل الأموال، وهذه سياسة ثابتة ومتأصلة في فكر القيادة الرشيدة، وعلى ضوء ذلك كان الإيمان بوجود مصرف مركزي شامخ وراسخ.
المصدر: الاتحاد