كاتب إماراتي
لا نريد من إخواننا العرب والخليجيين بالذات ممن يعشقون الاصطياف ولا يفهمونه، ويخرجون عن قوانين وثقافات البلدان التي يعيثون فيها فساداً أثناء الصيف، لا نريد من هؤلاء أن يكونوا سفراء للعرب وبلدانهم، بل نريد منهم أن لا يسودوا وجوه العرب، ويسيئوا لبلدانهم، لأنهم في الآخر سواء، فالغرب لا يميز بين عربي خليجي أو شامي أو مغربي، بل يجمعهم كعرب، وغالباً ما ينسبهم للإسلام وثقافته، الشاهد نحن من نعطيهم مبررات الهجوم علينا والازدراء من ثقافتنا نتيجة أفعال بعضهم المشينة، وعدم وعيهم بمعنى الحرية الشخصية التي تمنحها دول أوروبا للذين يعيشون فيها أو يزورونها، أفعال مخجلة ومخزية ولا تمثل العرب ولا المسلمين ولا عاداتنا وأخلاقياتنا كعرب متحضرين.
التقارير التلفزيونية التي تبثها القنوات الأوروبية عن تصرفات غير لائقة تحدث من بعض المصطافين أثناء قضاء إجازاتهم في بعض مدن دول أوروبا وتركيا ولندن وغيرها، حتى وصلت الأمور إلى شجار وبلاغات لدى الشرطة، وأحياناً اعتداءات بين السكان وبعض هؤلاء المصطافين الذين يدمغون كل العرب والمسلمين بدمغة عدم المبالاة وعدم المسؤولية والجهل وسوء التصرف بالمرافق العامة وعدم النظافة واحترام القوانين.
لقد وصلت الأمور في بعض مدن دول أوروبا أن هناك مناداة بمنع دخول العرب كعائلات لمدنهم، ووصلت الأمور بتهديد عمدة هذه المدن بعدم انتخابهم إن لم يسنّوا مثل تلك القوانين، ويشددوا في إعطاء التأشيرات للعرب، وعدم بيع الأراضي والشقق لهم كملاك ولا مستأجرين، كل ذلك نتيجة رمي المخلفات في الأماكن العامة، وعدم تنظيف أماكن تواجدهم في المتنزهات والحدائق العامة والطرقات، وسوء استخدام الشقق والغرف الفندقية، والإزعاج الليلي للجيران، وتصرفات الشباب الطائش في الطرقات بسياراتهم، ومضايقة الآخرين بما يسببونه من فوضى في كل مكان يتواجدون فيه، هم وأولادهم وعمالة منازلهم، المشكلة أن التقارير التلفزيونية المصورة بالوثائق والتي تظهر تصرفات هؤلاء المصطافين، ووضعيات بعض العائلات لا يشاهدها العرب المصطافون، ولا يهتمون بالتعليمات التي يتلقونها بشكل يومي والتحذيرات والتعهدات المقدمة لشرطة هذه المدن.
اليوم هناك غضب من أهالي هذه المدن، واعتداءات بحق العرب المصطافين من دون تمييز بين الصالح منهم والطالح، مما حدا بالقوميين اليمينيين المتطرفين أن يخرجوا للشارع كعصابات تضايق السياح العرب، وتتصرف بعنف تجاههم، وترفع شعارات بطردهم إلى «صحرائهم»!
والمتأمل في مثل تصرفات هؤلاء الناس، يدركه العجب، ولا يجد مبرراً ولا سبباً لأفعالهم المشينة تلك، ونقل قلة ثقافاتهم، وما يفعلونه في مدنهم، ومحاولة تصديره إلى أي مدينة أوروبية تستقبلهم مثل غيرهم من السياح، هؤلاء المستهترون لابد وأن يتركوا شيئاً من طباعهم، وعدم وعيهم في تلك المدن، فيغلق أهاليها دونهم الأبواب غير مرحب بهم، لا هم، ولا غيرهم من العرب، ولعل التقارير التي تصل لسفارات دول هؤلاء المصطافين كل عام تراكمت ووصلت إلى حد عدم السكوت عنه، ولابد من الحزم، وإلا ضاع الصالح بفعل الطالح.
المصدر: الاتحاد