مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
«الموسيقى مرآة حضارة الشعوب»، مقولة معبّرة لفيلسوف الصين العظيم كونفوسيوش؛ وقد صدق فيها، فالموسيقى قديمة قِدَم البشرية، ومتجذِّرة في إنسانيتنا، وطالما كانت الصوت، الذي عبّرت به كل ثقافة في العالم عن نفسها بطابعها الخاص والفريد، الذي رغم اختلافه عن الثقافات الأخرى، إلا أنه شكّل لغة عالمية يفهمها الجميع.
من هنا، يشكل الاحتفاء باليوم العالمي للموسيقى احتفاء بالثقافات الشعبية، التي توحِّد الشعوب بقوة الموسيقى في أشكال بهيّة من أشكال الحوار والتفاهم المتبادل والسلام، وفي دبي، الإمارة التي تنبض بألوان ثقافات العالم، وتحتضن شتى صنوف الفنون والإبداع، تمثّل الموسيقى جزءاً من تراثها الشعبي؛ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة الأصيل، ونحتفي بها ليس في يومها العالمي وحسب، بل على مدار العام.
المهرجانات الموسيقية جزء لا يتجزأ من أجندة فعاليات الإمارة السنوية، التي تجمع فيها أهم الفنانين والموسيقيين من حول العالم، مثل: «مهرجان الجاز»، و«مهرجان وصل للموسيقى»، ومهرجان «رد فيست دبي» و«غروف أون ذا غراس»، وغيرها الكثير من المهرجانات، التي تحتفي بعالمية الموسيقى وإطارها الجامع.
نولي في هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) اهتماماً كبيراً بالموسيقى، ونحرص على تعزيز مكانة الفنون الموسيقية الإماراتية، وتعزيز وجودها على الساحتين المحلية والعالمية، باعتبارها دعامة من دعائم مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، الذي يشكِّل جزءاً من دورنا في إثراء المشهد الثقافي للإمارة؛ فترى للموسيقى نصيباً في جميع المهرجانات والفعاليات التي نرعاها.
لا ندّخر في دبي للثقافة جهداً في دعم المواهب في المجال الموسيقي، سواء من الإماراتيين أو المقيمين أو الزائرين، والنهوض بهم، من خلال برامج تدريبية شاملة ومبتكرة، كبرنامج دبي للفنون الأدائية، الذي نسعى من خلاله إلى تفعيل الحراك الموسيقي في إمارة دبي.
الموسيقى ثقافة وسعادة، وسنواصل دوماً تأدية دورنا الثقافي في نشر الوعي الموسيقي، والثقافة الموسيقية بين أفراد المجتمع ودمج الفنون الموسيقية في النسيج الثقافي الإماراتي.
المصدر: البيان