كاتبة إماراتية
«من المؤسف أن تضيع أعمارنا في أوهام».. بدأ الطالب تقديم عرض مثر، اجتهد في إعداده باستخدام تقنية حديثة أدت إلى رضاه الداخلي، حتى صُدم بالتقييم اللاذع من المعلم الذي أدى لشعوره بعواصف داخلية، رغم صمته في لحظة انكسار ويأس، فهو الطالب المتميز والمتفوق دائماً. هناك العديد من المعلمين المتميزين الذين لديهم دور كبير في نجاحات الطلاب المتلاحقة، بحسن الأسلوب والتشجيع الدائم.
فالمعلم صاحب رسالة لن تتغير على مر العصور. بعكس المعلم الذي يتعامل مع الطلاب بقسوة وصرامة زائدة، فيجعل الطالب غير متقبل للمادة، فيؤدي ذلك إلى تدني مستواه الدراسي. ولكن إذا طبق الطالب بعض الأمثلة الناجحة لأشخاص كانت لهم مسيرة كفاح ملحوظة في تحقيق النجاح، فستتحول تجربته المريرة من أتراح إلى أفراح.
تدور عقارب الساعة ويلتحق الطالب بسوق العمل متوقعاً التألق في وظيفته، فيفاجأ بالعثرات اللا متوقعة، فبعض المسؤولين والزملاء يربطون جهلهم للتطورات الحديثة وتألق المبدعين، بعدم كفاءتهم واستيفائهم الشروط المطلوبة، فقط لأنهم غير قادرين على استيعاب هذا الإبداع في زحام الحياة العصرية. وأصعب ما في الحياة ألاّ تكون قادراً على التصدي لتدخل وتهجم الجهلاء، خلال طريقك لإنجاز أهدافك المرجوة.
علينا أن نعي أنه في كل زمان ومكان تتم مواجهة أصحاب العقول المتحجرة، وأن نؤمن بأن دوام الحال من المحال، فلا يوجد صعود دائم ولا سقوط أبدي، إلا من قبِل أن يعيش على هامش التاريخ. فاللحظة التي تتسول فيها رضى الناس وترتجي القلوب أن تتقبل إنجازاتك ومجهودك، هي اللحظة التي تقرر فيها تذوّق مرارة الانهزام، بدلاً من تحضير الخطط البديلة لتخطي العقبات ومتابعة مسيرة الحياة. النجاح أصعب من أن يدوم إذا كان ينقصه الإصرار والمعرفة والمثابرة لمتابعة تحقيق أحلامنا.
الناجح لا ينجرف مع التيار، ولكنه بإصراره وعزيمته يتخطى الصعاب ويحقق النجاحات، فالرضى يأتي أولاً من الجوهر، وليس بالتصفيق ونظرات الإعجاب، فإرضاء الناس غاية لا تدرك. ومن الطبيعي أن يصادف الناجح في مساره بعض المحبِطين، الذين يستمدون قوتهم من ضعف وفشل الآخرين.
لا تجعل كلمات الناس الوهمية تلقي بك مقيداً لتتأمل حروفها وهي تكسر ثقتك بقدرتك وتقتل روح الإبداع فيك، فالمحبِطون يندرجون في قائمة المزيفين الذين يعتبر حضورهم كانصرافهم. وتذكر أن عقارب الساعة تدور والأوقات تمضي، ولن يسعفك الوقت إذا لم تكن حياتك مرصعة بجهدك وجدك وكفاحك لتحقيق حلمك.
المصدر: البيان
http://www.albayan.ae/opinions/orbit/2014-06-09-1.2140845